منتدى العائلة المقدسة

أهلاً وسهلاً بكم في منتدى العائلة المقدسة .. أن كنت عضواً ما عليك إلا الدخول .. وإن لم تكن قد سجلت .. ندعوك للتسجيل .. تمنياتنا لكم بقضاء أمتع الأوقات برفقتنا .. ولتكونوا تحت حماية العائلة المقدسة ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى العائلة المقدسة

أهلاً وسهلاً بكم في منتدى العائلة المقدسة .. أن كنت عضواً ما عليك إلا الدخول .. وإن لم تكن قد سجلت .. ندعوك للتسجيل .. تمنياتنا لكم بقضاء أمتع الأوقات برفقتنا .. ولتكونوا تحت حماية العائلة المقدسة ..

منتدى العائلة المقدسة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلاً وسهلاً من جديد بكل أعضاء وزوار منتدى العائلة المقدسة
 
                       
 
أهلاً وسهلاً بكَ زائرنا الكريم ، أنتَ لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبتَ بالمشاركة في المنتدى.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» ما هو معنى مثل الحنطة والزوان؟
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأربعاء يناير 10, 2024 7:59 pm من طرف odisho youkhanna

» ترنيمة رائعة للقديسة مريم شفيعتنا
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأربعاء يناير 10, 2024 7:57 pm من طرف odisho youkhanna

» من هم القديسان بطرس وبولس ..
الصلاة الربية I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 06, 2023 10:40 am من طرف odisho youkhanna

» سر الاعتراف
الصلاة الربية I_icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 6:37 am من طرف odisho youkhanna

»  اسفار ابوكريـفــــــــــــــــــا ..؟؟؟؟ وموقف الكنائس منها .... ؟؟؟
الصلاة الربية I_icon_minitimeالجمعة يناير 27, 2023 6:38 am من طرف odisho youkhanna

» كيف تتخلص من ألغيرة وألشك ...!!!
الصلاة الربية I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 10, 2022 8:56 am من طرف odisho youkhanna

» عيد التجلي على جبل الطابور
الصلاة الربية I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 09, 2022 9:03 am من طرف odisho youkhanna

» إن كان الله معنا فمن علينا .....!!!
الصلاة الربية I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 14, 2020 5:08 pm من طرف odisho youkhanna

» اليوم حين رأيت حبات الخردل .... اعتراني الخجل ...!
الصلاة الربية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 31, 2020 5:56 am من طرف odisho youkhanna

» ألقلب ألمجروح ...!!!
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 25, 2018 6:58 pm من طرف odisho youkhanna

»  كيف تتخلص من القلق النفسي ...!!! القلق يعرف القلق على أنه الحالة النفسية التي تصيب الإنسان، نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر الإدراكية والجسدية والسلوكية، وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه، ولا يمكن للإ
الصلاة الربية I_icon_minitimeالخميس يونيو 14, 2018 2:38 pm من طرف odisho youkhanna

» كيف تكتسب الثقة بالنفس ؟
الصلاة الربية I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 05, 2018 6:01 pm من طرف odisho youkhanna

» ما هو سر عيد الفصح المقدس ورتبة غسل أرجل التلاميذ
الصلاة الربية I_icon_minitimeالخميس أبريل 13, 2017 12:01 pm من طرف odisho youkhanna

» (أحد الشعانين)
الصلاة الربية I_icon_minitimeالجمعة أبريل 07, 2017 3:19 pm من طرف odisho youkhanna

» سر قوة ألصــلاة
الصلاة الربية I_icon_minitimeالجمعة مارس 31, 2017 2:22 pm من طرف odisho youkhanna

» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15).
الصلاة الربية I_icon_minitimeالإثنين مارس 13, 2017 2:03 pm من طرف odisho youkhanna

» {شهادة ألسيد المسيح للأسفار المقدسة} ألجزء ألثاني
الصلاة الربية I_icon_minitimeالسبت مارس 11, 2017 7:18 pm من طرف odisho youkhanna

» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة"
الصلاة الربية I_icon_minitimeالسبت مارس 11, 2017 5:13 pm من طرف odisho youkhanna

» على اي اساس حددتوا موعد الصيام وهل المسيح حدد لنا مواعيد الصيام
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأربعاء مارس 01, 2017 7:21 am من طرف odisho youkhanna

»  ماهو قانون القديس أندراوس الكريتي؟؟؟؟
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأربعاء مارس 01, 2017 5:55 am من طرف odisho youkhanna

» طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار،
الصلاة الربية I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 21, 2017 6:32 pm من طرف odisho youkhanna

» في عيد الحب ... يسوع هو الحب.
الصلاة الربية I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 14, 2017 6:39 am من طرف odisho youkhanna

» الى ماذا ترمز اشارة السمكة في المسيحية
الصلاة الربية I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 17, 2017 7:09 am من طرف odisho youkhanna

» الحكمة من الانوار
الصلاة الربية I_icon_minitimeالجمعة يناير 13, 2017 5:39 pm من طرف odisho youkhanna

» كل عام وانتم بخير 2017
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأحد يناير 01, 2017 6:32 am من طرف odisho youkhanna

» تهنئة الى ادارة الموقع والمشاركين
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2016 5:33 pm من طرف odisho youkhanna

» المجوس والرعاة ما قصتهم
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 21, 2016 1:36 pm من طرف odisho youkhanna

» استشهاد القديس يعقوب الفارسي المقطع.
الصلاة الربية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 06, 2016 8:04 am من طرف odisho youkhanna

» +لماذا نأكل القمح المسلوق في عيد البربارة ؟؟؟؟
الصلاة الربية I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2016 2:39 pm من طرف odisho youkhanna

» تـذكـار تـكـريـس كـنـيـسـة الـشـهـيـد الــعــظــيـم مـــار جـــرجـــس بــالــلــد
الصلاة الربية I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 16, 2016 6:29 am من طرف odisho youkhanna

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 15 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 15 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 280 بتاريخ الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:03 pm

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 24448 مساهمة في هذا المنتدى في 4272 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 427 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو judy_dixon1990 فمرحباً به.


4 مشترك

    الصلاة الربية

    avatar
    theresa
    عضو جديد
    عضو جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 22
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/07/2008

    الصلاة الربية Empty الصلاة الربية

    مُساهمة من طرف theresa السبت أغسطس 30, 2008 1:12 pm

    سلام الرب مع جميعكم
    شلونكم شباب بنات ان شاء الله الكل بخير
    اليوم جبت موضوع اعتقد يهم الكل ويهمنا ان نعرف اكثر عنه وعن ظروفه واصل كلماته
    وهالموضوع هو ( الصلاة الربية) اكيد كلنا نعرفها ونكولها ونعلمها بس ماعدنا الشرح الوافي الها وعن ظروفها وكلماتها. فاليوم رح ابدي وياكم سلسلة مواضيع لشرح هذه الصلاة لانه صعب انه اقدم الموضوع كله مرة وحده وطويل كذلك . اتمنى انه افيدكم بموضوعي هذا

    مقدمة:
    ان الصلاة الربية ليست من الصلوات التي تنزل الى مستوانا، وكأن المسيح يعلمنا نحن المساكين كيف نصلي وكيف نعبر عن احتياجاتنا، بل بالعكس يحاول المسيح في هذه الصلاة ان يرفعنا الى مستواه انه يعلمنا كيف يصلي لنصلي مثله. ويظهر ذلك جليا في انجيل لوقا، حيث نرى التلاميذ مشدوهين بالمعلم وهو يصلي فارادوا ان يصلوا مثله، فلما انتهى من صلاته علمهم هذه الصلاة لذا يجب ان نحس هذه الصلاة ونحياها كما عاشها المسيح وتحسسها.
    الصلاة الربية هي المسيحية الحية ،فلنتأمل بهذه الصلاة ولنتحدث عنها للآخرين.


    سيتم شرح سلسلة المواضيع هذه وفق التقسيم التالي
    1. الله – الاب
    2. الصلاة الربية في التقليدين الانجيليين – علاقتهما المتبادلة – ظروف اصلهما
    3. الابتهالات – ابانا الذي في السموات
    ليتقدس اسمك
    ليأت ملكوتك
    لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض
    اعطنا خبزنا كفافنا اليوم
    واغفر لنا خطايانا كما نحن ايضاً نغفر لمن اخطأ الينا
    ولا تدخلنا في التجربة ولكن نجنا من الشرير

    (1) الله – الاب
    1- الله – الاب في العواطف البشرية
    منذ اقدم الاساطير اعتبرت الالهة خالقة الارض والبشر وتلازمت الخلقة مع ابوة لاحد لسلطانها. فالكائنات السماوية تقرر وما على البشر الا الخضوع. والعواطف الملازمة للاباء البشريين ليست غريبة عن الالهة، فالحب والمسؤولية والرحمة والرعاية صفات اساسية لصلوات الاقدمين.

    2- الله – الاب في العهد القديم
    نادراً ما ينوه العهد القديم بابوة الله، وجملة ماورد فيه ذكرها 14 مرة. ترد صفة الابوة ملازمة للخلقة وبهذه الصفة له على البشر حق الطاعة والاكرام.
    ومن الايات التي يرد فيها وصف ابوة الله:
    تثنية32:6 " ايها الشعب الاحمق الجاهل، اما هو ابوك الذي خلقك، الذي ابدعك وكونك؟"
    ملاخي2:10 " اما لنا كلنا ابٌ واحدٌ ؟ اما الهٌ واحدٌ خلقنا ؟ "
    اما عن رحمة الاب :
    مزمور 102:13 " كرحمة الاب على بنيه، يرحم الرب اتقياءه، لأنه عالم بجبلتنا، ويذكر اننا تراب ".

    ولول قارنّا الاديان القديمة بالعهد القديم، نرى عنصرا جديدا اساسيا وهو ( الوحي ). اذ لم يعد الانسان الذي يبحث عن الله في الحياة او الطبيعة بل هو الله الذي يكشف ذاته. مثلما فصح عن ذاته لابراهيم من هو وماذا ينتظر من المؤمنين به. وفي هذا الكشف نلاحظ فكرة مهمة لها خصوصيتها، فالله عندما يختار انساناً يتخذه ابناً وخليلاً وموضع حمايته ورضاه وينال البشر بركات الله في شخص هذا الانسان المختار.
    ان الحقيقة الاكيدة في الكتاب المقدس وهي ابوة الله واختياره لنسل ابراهيم كشعب مفضل لا تعتمد على اسطورة منبثقة من عواطف بشرية، بل على فعل اكيد اكمله الله هو فعل الخلاص. فالابوة الالهية في هذا العمل لا تنبثق من كونه قد خلق ولكن لكونه قد خلّص. وسيكلف الانبياء على تعميق فكرة الله – المخلص، فالشعب يكثر من اقتراف الذنوب والله يغفر له ويخلصه.
    وهذه نصوص من الكتاب المقدس نرى فيها تبكيتاً وتعنيفا للشعب بسبب حجوده ونفاقه: ارميا 3: 4-5.
    ارميا 3: 19-20 . ملاخي 1: 6.
    ثم يشعر الشعب بخيانته لله فيبتهل طالباً الرحمة والمغفرة: اشعيا 63: 15-16. اشعيا 64: 8. هوشع 11: 1-11
    ويقدم النبي وصفاً مؤثراً اذ يشبه الله بالاب الذي يعلم ابنه السير ثم يحمله على ساعديه: هوشع 11: 3و8.
    والنبي ارميا يضع اروع الالفاظ وارقها تعبيرا عن غفران الله: ارميا 31 : 9 .
    فالله يغفر لانه رحوم ورغم اصرار البشر في الخطايا فهو المسامح الكريم دائما : ارميا 31: 20.
    نستنتج من ذلك لن العهد القديم استوعب المعنى العميق للابوة الالهية وعبر عنها في رحمة الله اللامتناهية وغفرانه اللامحدود.


    3- استعمال كلمة الله – الاب في فلسطين على عهد المسيح
    لو بحثنا عن المعنى الذي كان اليهود المعاصرون ليسوع يعطونه للفظة الله-الاب، وجب شرح امرين مهمين لنفهم عقليتهم:
    أ‌- ان العقلية المحلية السائدة في تلك الحقبة كانت تشدد على واجب الطاعة للاب السماوي. فعلماء الناموس كانوايعلّمون ان الله يبسط ابوته على الذين يتمسكون بالشريعة ويكملون ارادته فهو اب الصالحين فقط.
    لكننا نلقى في كتب الانبياء تأكيدا رائعا على حب الله الوالدي الذي يطغى الاثم البشري كله " اذا تصرفتم كالاولاد فانتم تدعون اولاداً اما ان لم تتصرفوا كالاولاد فلن تدعو كذلك بالطبع" ( المعلم يهوذا نحو سنة 150ق.م). : انكم بهذه الطريقة او باخرى تدعون اولاداً" ( المعلم مائير).
    ب‌- ان كل عبراني يدعو الله أبا في اكثر من مناسبة لا كفرد ولكن كعضو في جماعة المصلين. بينما لانجد في فلسطين على عهد المسيح مثالاً واحداً يدعو به الفرد ربه "ابي" . وقد نجد بعض الامثلة خارج البيئة الفلسطينية وظهرت انها من تأثير العقلية اليونانية.

    4- " الاب" في صلوات يسوع
    أ- يسوع ولفظة " أبا – ابتاه"
    كان يسوع يدعو الله " ابي" وقد ورد ذلك 21 مرة في الانجيليين الاربعة واختفت مرة واحدة في صرخة يسوع على الصليب " الهي الهي لماذا تركتني" ( مرقس 15: 34)
    يسوع لم يكتف بقوله "ابي" بل كان يستعمل الكلمة الارامية" أبا" ( ابتاه) اذ قال في صلاته في بستان الزيتون" يا ابتاه ان كل شيء ممكن لديك فبعد عني هذه الكأس ولكن ليس ما اريد انا بل ماتريد انت" ( مرقس 14: 36).

    ب- معنى كلمة " أبا "
    ان اصل هذه اللفظة استغاثة طفولية. كما يردد اطفالنا اليوم كلمتي ( بابا وماما ) فالصبيان والفتيات على عهد يسوع كانوا ينادون بلفظة " أبا " والديهم. ولكن هذا الاستعمال كان محصورا ضمن العائلة وفي البيت أما ان تستعمل في الصلوات للدلالة على الله فذلك غير مقبول لانه يفتقر الى معنى الاجلال والتوقير. لذا ذلك كان شيئا جديدا من قبل يسوع لانه كان يتوجه الى الله كما يتوجه الطفل الى ابيه ببساطة وبلا خوف.

    5- ابوة الله في الاناجيل
    أ‌- اقدم المصادر للنص الانجيلي
    ان كلمة " اب " ترد حسب الجدول التالي مع العلم ان النصوص المرادفة في الاناجيل الازائية لن تذكر الا مرة واحدة ، ولم تدخل في الجدول النصوص المعروفة باسم ( الصلوات) :
    • مرقس 3 مرات
    • (مصادر) الكلمات المشتركة عند متى ولوقا 4مرات
    • النص الخاص بلوقا 4 مرات
    • النص الخاص بمرقس 31 مرة
    • يوحنا 100 مرة
    هذا يكشف لنا عن وجود ميل متزايد في الاكثار من الاشارة الى الله كأب في كلام يسوع .

    ب‌- الحالات التي اطلق فيها كلمة " الاب " على الله
    هي مجموعتان ترد فيها لفظة " الاب " على فم يسوع
    المجموعة الاولى حيث يتحدث يسوع عن الله "ابيكم" ، أما الثانية فيسميه " ابي".

    1- "ابوكم"
    ان التعاليم التي يرد فيها التعبير " ابوكم" تقدم الله كأب يعرف مسبقا بما يحتاجه اولاده ( متى 6: 32/لوقا 12: 30) وهو الرحوم ( لوقا 6: 36) الذي لاحد لصلاحه ( متى 5: 45) القادر على منح الغفران ( مرقس 11: 25) ويريد ان يهب الملكوت للقطيع الصغير ( لوقا 12 : 32) .
    ان التعبير "ابوكم" كان موجه الى التلاميذ فقط . لم يستعمل يسوع لفظة الاب كأشارة الى الله الا في امثال وصور امام الناس العاديين الذين هم خارج نطاق التلاميذ.

    2- "ابي"
    من بين الاحاديث التي وجهها يسوع الى التلاميذ وحدهم يعتبر كلامه في ( متى 11: 37 ويقابله لوقا 10: 22) من اهم ما ورد في هذا الموضوع : " ابي اعطاني كل شيء . ما من احد يعرف الابن الا الآب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن شاء الابن ان يظهره له ".
    فيسوع يعرف الاب لان الاب كشف له عن ذاته ويسوع الابن بدوره يكشف هذه المعرفة لمن يريد. ومن الفقرة السابقة نفهم انه كشفها للمجموعة الصغيرة من احباءه اي للتلاميذ. بينما سيقدم هذه المعرفة للآخرين في امثال وصور لان قلوبهم المغلقة لم تكن مستعدة بعد لفهمها.


    6- الصلاة الربية
    لقد وصلنا نص الصلاة الربية في صيغتين: الاولى مقتضبة في لوقا 11: 2-4 والثانية مطولة في متى 6: 9-13 وهذا لايعني ان احداً اختصر منها، بينما من المحتمل ان يضاف اليه خاصة للاستعمال الطقسي.
    يبدأ لوقا بكلمة" ايها الاب" المقابلة لكلمة" أبا" كما لايذكر لوقا عبارة " الذي في السموات" التي نراها عند متى، ماذا يعني ذلك؟
    يخبرنا لوقا ان احد التلاميذ طلب من يسوع قائلاً:" يارب علمنا ان نصلي " اي ان التلاميذ تمنوا ان تكون لهم صلاة خاصة بهم كما كان لتلاميذ المعمدان او الفريسيين او اللاسينيين. ولبى يسوع طلبهم وسمح لهم ان يدعوا الله أبا كما كان يفعل ودعاهم لاتصال بالشركة الروحية التي كان له مع الله.
    NABEEL AL BAGHDADI
    NABEEL AL BAGHDADI
    مشرف
    مشرف


    ذكر
    عدد الرسائل : 1020
    العمر : 55
    البلد المقيم فيهِ حالياً : بغداد سابقا وحاليا بيروت
    تاريخ التسجيل : 28/07/2008

    الصلاة الربية Empty رد: الصلاة الربية

    مُساهمة من طرف NABEEL AL BAGHDADI السبت أغسطس 30, 2008 1:24 pm


    شكراا لك على هذا الشرح الوافي
    يااخت تريزا
    alamal
    alamal
    إدارة منتدى العائلة المقدسة
    إدارة منتدى العائلة المقدسة


    انثى
    عدد الرسائل : 3004
    العمر : 73
    البلد المقيم فيهِ حالياً : السويد
    تاريخ التسجيل : 28/07/2008

    الصلاة الربية Empty رد: الصلاة الربية

    مُساهمة من طرف alamal السبت أغسطس 30, 2008 2:27 pm

    عزيزتي تيريزا

    شكرا لك على هذا الموضوع والشروحات الوافية التي قدمتها

    بارك الله بك

    الامل
    avatar
    theresa
    عضو جديد
    عضو جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 22
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/07/2008

    الصلاة الربية Empty رد: الصلاة الربية

    مُساهمة من طرف theresa الأربعاء سبتمبر 03, 2008 1:10 pm

    شكرا لكل اللي قروا الموضوع ولكل اللي ردوا
    وهسة نكمل

    النصوص



    لوقا 11 : 2- 4 " ايها الاب ليتقدس اسمك ليأتِ ملكوتك خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضاً نغفر لكل من اساء الينا ولاتدخلنا في تجربة "
    متى 6 : 9-13 "ابانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأتِ ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض خبزنا كفافنا اعطنا اليوم واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر لمن اساء الينا ولاتدخلنا في تجربة بل نجنا من الشرير"
    الديداخي 8 : 2- 4" ابانا الذي في السماء ليتقدس اسمك ليأتِ ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض اعطنا اليوم خبزنا كفافنا واترك لنا مل علينا كما نترك لمن لنا عليه ولا تدخلنا في تجربة بل نجنا من الشرير لان لك القدرة والمجد الى الاجيال
    "




    (2)الصلاة الربية في التقليدين الانجيليين
    علاقتهما المتبادلة – ظروف اصلهما




    وصلت الصلاة الربية في العهد الجديد بصيغتين مختلفتين : متى 6: 9-13 ولوقا 11 :2-4 ويوجد الى جانبهما نص قديم ورد في تقليد موغل في القدم هو كتاب الديداخي اي " تعليم الاثني عشر" (8: 2-4 ) ويرجع الى القرن الثاني بل لعله كتب في نهاية المئة الاولى المسيحية .

    أ‌- العلاقة المتبادلة بين النصين
    علينا ان لا ننظر الى النصين وكأن متى فضل ان يطيله ، وفضل لوقا اختصاره. بل علينا ان نرجع الى المصدر حيث تلقى كلاهما صلاة الجماعة المسيحية الاولى التي كان كل منهما على علاقة بها .
    الاطالة في نص متى نراها في التقليد الليتورجي وفي الكرازة, وبأمكاننا ان نضيف بعض الخاصيات الملازمة لتفكير متى اللاهوتي : فمثلاً جملة "الاب الذي في السموات" نلقاها عشرين مرة في انجيل متى. فالكلام عن الله بهذه الصورة هو من التعابير الخاصة بالجماعة اليهودية المتنصرة ومتى واحد منهم. كذلك التعابير الخاصة بأرادة الله ومشيئته هي من صميم الفكر اليهودي ولما كان متى قد كتب انجيله في بيئة يهودية فانه يكثر من ذكر التعابير المقبولة في محيطه ( متى7: 21، متى5: 18-19).
    اما الجماعة التي ينتمي اليها لوقا فقد ادخلت هذه الصلاة في طريقة تفكيرها. ففي انجيله يرد القول عن الخبز (لكل يوم) وليس ( لهذا اليوم ) فحسب, هذا التعبير يلازم فكرة الجماعة التي لم تعد تنتظر فكرة عودة المسيح القريبة. لقد وضعوا نصب اعينهم مزيداً من الايام القادمة.
    ولفظة " الذنوب" بمعنى الديون تغيرت الى " خطايا " وهذا ابتعاد ايضاً عن الفكرة اليهودية التي تقول ان المؤمنين مديونون لله. بينما اختلفت عند المتنصرين ولكي يكون النص اكثر قبولاً فضل لوقا استعمال كلمة " خطايا " .
    مما زاد في انتشار نص متى بسرعة وادخاله في الاستعمال الليتورجي هو لما فيه من اجلال وكذلك الاعتقاد السائد بان انجيل متى هو اقدم الاناجيل.
    ان النص القديم الذي حفظه لنا كتاب " تعليم الاثني عشر" يتبع عن قرب نص متى وفيه ينعكس التفكير اليهودي – النصراني في واجب حفظ الشريعة. لكنه يختلف عن نص متى باستعماله لفظتين في حالة المفرد : " السماء" و " ذنبنا " والاختلاف الاهم هو في المجدلة التي الحقت بالصلاة الربية في المخطوطات المتأخرة للانجيل.

    ب‌- ظروف الاصل
    لايخبرنا متى عن الظروف التي احاطت بانبثاق الصلاة الربية فقد وضعها ضمن موعظة الجبل عن الصلاة والصوم. وكذلك كتاب " تعليم الاثني عشر" ادخلها ضمن الحديث عن الصلاة والصوم . وليس في النصين اي تنويه بالجو التاريخي المهيمن على حياة يسوع حين املى هذه الصلاة. بل بالاحرى يشيران الى محيط الكنيسة البدائية وطريقة تفكيرها وصلاتها . وهذه امور نتوقف عندها قبل دراسة المعطيات الخاصة بلوقا.
    " ومتى صليتم فلا تكونوا كالمرائين، فأنهم يحبون الصلاة قياما في المجامع، وفي زوايا الساحات، لكي يظهروا للناس " ( متى 6: 5)
    " اما انت ، فمتى صليت فادخل مخدعك واوصد بابك، وصلِ الى ابيك الذي في الخفية" ( متى6: 6)
    الصلاة هي التوجه نحو الله ومن يصلي بحجة اعطاء المثل الصالح للآخرين فعمل من الرياء, والاستعراض امام الاخرين ليمدحوا تقوانا فذلك حب الظهور متجلبب بلباس الدين. فالمستحسن الانزواء وعدم التفكير بامور الدنيا ومحاولة الاتصال بالله على مثال المسيح.
    هذا لايعني ان الصلاة المتخفية افضل. فالاحتفال بسر القربان هو احتفال جماعي (لوقا 22: 19) . المهم في الصلاة هو التوجه الى الله بصفاء القلب وخلوص النية اكانت فردية ام جماعية.

    " وفي صلواتكم لا تكرروا الكلام عبثاً مثل الوثنيين، فانهم يتوهمون انهم لكثرة الكلام يستجاب لهم, فلا تتشبهوا بهم، فان اباكم يعلم بما تحتاجون اليه قبل ان تسالوه" ( متى 6: 7- 8 ) .
    ان المسيح لا ينكر علينا عرض حاجاتنا اما الله. فهو القائل: " اسالوا تعطوا، اطلبوا تجدوا ، دقوا الباب يفتح لكم" ( متى 7: 7 ) ويؤكد ذلك المثل الذي رواه ( لوقا 11: 5- 8 ) عن الصديق الذي ياتي ليلاً طالباً الخبز ولايتزعزع الا بعد نيله مبتغاه. المهم اذا هو تغيير العقلية اي رفع الصلاة بثقة الى الله.
    كذلك لا يدين المسيح الصلاة الطويلة فهو نفسه كان يقضي ليالٍ باكملها في الصلاة ( لوقا 6: 12). ولكن يجب ان لاتكون الصلاة بدافع التأثير على الله ، بل كتعبير عن حاجاتنا للتقرب الى الله. فإن سبّب طول الصلاة ملللاً في النفس فلتهمل لانها فقدت غايتها ولم تعد واسطة للتقرب الى الله .

    بعد نقد السلبيات نعود الى الصلاة الربية.
    تطلب الصلاة الربية اولاً تحقيق ملكوت الله والباقي " يزاد لكم" حسب قول المسيح ( متى 6: 33). يتبع ذلك طلب الخبز اليومي وقوله : "كفافنا " اي الخبز الضروري للبقاء. ويستمر طالباً غفران الخطايا والنجاة من الشرير وهذا تعبير عن رغبة الانتماء الاكمل لملكوت الله.
    اما نص لوقا فانه لايرد ضمن العرض الطويل التعليمي والادبي لموعظة الجبل. لكنه يأتي ضمن قسم تعليمي اوسع عن الصلاة. فالصلاة الربية في لوقا يتبعها مثل الصديق الملحاح( لوقا 11: 5- 8 ) وحديث المسيح عن مفاعيل الصلاة ( لوقا 11: 9- 13). ونلاحظ هذا النص يأتي بعد الكلام عن مرتا ومريم ( لوقا 10: 38- 44). فهذا مشهد جميل يمهد تمهيداً رائعأ لطلب الخبز اليومي في قوله " انما الحاجة الى شيء واحد " .
    يعطينا لوقا تفصيلاً مهما رغم بساطته:
    " وكان يسوع يصلي في احد الاماكن فلمل اتم الصلاة قال له واحد من تلاميذه: يارب علمنا ان نصلي كما علم يوحنا تلاميذه" ( لوقا 11: 1) هذه الفقرة لا تعطينا معلومات واضحة عن بدء الصلاة الربية ، فلا تشير الى المنطقة التي جرى فيها الحوار ولا تذكر اسم التلميذ الذي طلب ذلك. ولكنه يفهمنا ان التلاميذ كانوا يتوقون الى الصلاة على مثال المعلم. أن ترديد هذه الصلاة مع يسوع تقربهم الى روحيته. ان هذه الصورة لا يمكن ان تكون ملبية لرغباتنا الشخصية بل بالعكس هي صيغة ترفعنا الى مستوى المسيح اذ تجعل من يرددها ابنا للاب السماوي .
    [list]
    خادمة الرب
    خادمة الرب
    مشرفة
    مشرفة


    انثى
    عدد الرسائل : 1005
    العمر : 30
    البلد المقيم فيهِ حالياً : امريكا
    تاريخ التسجيل : 29/07/2008

    الصلاة الربية Empty رد: الصلاة الربية

    مُساهمة من طرف خادمة الرب الخميس سبتمبر 04, 2008 5:50 am

    عاشت ايدج على موضوعج الحلو
    avatar
    theresa
    عضو جديد
    عضو جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 22
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/07/2008

    الصلاة الربية Empty رد: الصلاة الربية

    مُساهمة من طرف theresa السبت سبتمبر 13, 2008 12:35 pm

    (3) الابتهالات
    ابانا الذي في السموات


    1- ابانا
    في مطلع الصلاة يسمح يسوع لتلاميذه ان يدعوا الله باللفظة المستمدة من الاستعمال العائلي الحميم " أبا ". فأي حقيقة تخفي هذه اللفظة ؟ وبأي معنى يعتبر التلاميذ ابناء الله ؟
    ان العلاقات بين الاب – والابن في المفهوم المسيحي لها دلالات كثيرة ومهمة. فالخلاص الابدي الذي دعي اليه الابناء ليس العيش في نوع من الارض الجيدة حيث لاوجود للتعاسة بل السعادة التي لاوجود لها على ارضنا. لكن الخلاص الاخير هو التمتع بالنظر الى الله وجهاً لوجه والاشتراك بالحياة الالهية ( 1يوحنا 3: 2، 1قورنثية 13: 12).

    أ‌- ابن الله
    في العهد القديم:
    نرى لفظة " ابن " للمرة الاولى في الكتاب المقدس في سفر الخروج 4: 22-23 مُنِحت لشعب ككل ولاعلاقة لها بأية فكرة ولادة لا من بعيد ولا من قريب بل تشير الى بركة ورضى وخلاص.
    ويتوسع استعمال هذه اللفظة عندما يختار الشعب ملكاً له فيطلق عليه اسم ممسوح الله ( 1صموئيل 15: 1 ) او مختار الله ( 1صموئيل 16: 1و 13 ) وبعد قليل ( 2صموئيل 7: 14 ) يدعو الله احد اولئك الملوك " ابنه " نرى هنا فرداً يسمى " ابن الله " لانه يمثل الشعب امام الله .
    ويجري تطور اخر في مفهوم هذه اللفظة بعد ان يتأخر الملوك عن اكمال واجباتهم اما الله والشعب عندئذٍ ستخصص اللفظة بالملك العتيد ان يأتي، فيتم على يده خلاص الشعب.

    في العهد الجديد :
    لنتوقف قليلاً عند فكرة " الشعب " فمن هو الشعب المختار من الله ونال بركته ورضاه ؟
    يعلمنا مار بولس ان ابراهيم صار اباً لشعب لايمانه بالله الذي كشف له عن ذاته ( روما 4: 16، غلاطية 3: 6-9) والذين امنوا مثله انتموا الى هذا الشعب . ان الولادة الجسدية من نسل ابراهيم ليس مهماً لنيل امتياز الاشتراك بمشاعر ابراهيم وايمانه وامتياز الابن البكر. فايمان ابراهيم المستمر عبر الاجيال يكون شعب ابراهيم الحقيقي وكل الذين يؤمنون مثله يتم فيهم الوعد القائل " بك تتبارك جكيع قبائل الارض " ( تكوين 12: 1 -3 ).
    لقد شرح المسيح هذه الفكرة عندا قدمت امه وبعض ذويه يطلبون رؤيته بينما كان يعظ قائلاً : "ها امي وها اخوتي، فان من يعمل مشيئة الله هو اخي واختي وامي " ( مرقس 3: 34 -35 ) . فجماعة المسيح هي جماعة الايمان.
    ان الرسل خلال حياة يسوع لم يتعد فهمهم ماجاء في العهد القديم لذا قال فيهم المعلم " الم تفهموا بعد ؟ " لكنهم بعد اصغائهم لكلامه ورؤيتهم لاعماله توسعت مداركهم وزاد تعجبهم " من ترى هذا ، حتى تطيعه الرياح والبحر ! " (متى 8: 27 ) .
    وفي حدث القيامة اخذ يسوع الروح القدس ( اعمال 2: 32 ) اصبح رئيس الحياة ( اعمال 3 : 15 ) وباسمه صنع الرسل العجائب ( اعمال 4 : 10 ) فهو قائم عن يمين الاب ( اعمال 7: 56 ، عبر 8: 1 ) وامام هذا المجد كله بدأ التلاميذ يؤكدون ان الله جعله "رباَ" ( اعمال 2: 36 ) هذه التسمية الملازمة لله وحده ( اعمال 2: 39 ، 3: 22 ) ومنذئذٍ اطلقوا تسمية " الرب " على يسوع ( اعمال 4: 33 ، 8 : 17 ).
    ولأن في يسوع كمال روح الله القدوس فهو اله بذاته لان لا أب له حسب الجسد ( يوحنا 1: 13 ) بل ولد من الروح القدس ( لوقا 1: 34 – 35 ) لذا فهو " كلمة الله " ( يوحنا 1: 1 ) .
    المسيح اذاً هو ابن الله ، ليس ابن التفضيل فحسب بل الابن الوحيد الذي رأى الله وخبر به ( يوحنا 1: 18 ) الابن الوحيد الذي قال الاب عنه ان عرشه موجود من الازل والى الابد ( عبر 1: 8 ) الابن الوحيد حسب الجسد ايضاً اذ انه ولد من الروح القدس ( لوقا 1 : 35 ). ان لمجد الابن الوحيد انعكاساته على الشعب ايضاً الذي اصبح موضوع حب الله وعنايته وما ارسل المسيح الا من اجل خلاصه : " فانتم بنوا الانبياء والعهد الذي عاهد الله به اباءكم، قائلاً لابراهيم وفي نسلك تتبارك جميع عشائر الارض. فلاجلكم اولاً اقام الله فتاه وارسله لكي يبارككم فيرتد كل واحد عن شروره" (اعمال 3 : 25 – 26 ) .
    بواسطة العماد نولد من الروح القدس ونشترك بمجد الله مع الابن الوحيد كقول يوحنا " وشركتنا نحن انما هي مع الاب ، ومع يسوع المسيح ابنه " ( 1 يوحنا 1: 3 ) وقوله ايضاً " ايها الاحباء : نحن من الان اولاد الله ولم يتبين بعد ماذا سنكون غير انا نعلم انا ، اذا ماظهر، سنكون امثاله لانا سنعاينه كما هو " ( 1 يوحنا 3: 2 ) .

    ب‌- شركة الاب
    عندما غادر ابراهيم ارض ابائه لا بد ان تصوره عن الارض التي وعده الله بها ستكون ارضاً صالحة للرعي . وعندما تبين له ان الارض لا تلبي طلبه واحتياجات لوط ترك للاخير فرصة اختيار الموقع الاصلح لنفسه ( تكوين 13 : 8 – 12 ) لان ابراهيم كان واثقاً بوعد الله وانه سيجد ارضاً صالحة. ولما اصبح نسل ابراهيم شعباً ولم تعد الارض تسعه كان لابد من ارض يعيشون فيها بأمان ويخدمون الله بحرية بعيداً عن العبودية في مصر.
    ولكن هل الارض الموعودة تكون الارث الموعود لابن الله ؟ يسوع يرفض هذا الفهم المادي . فالارث الذي يتكلم عنه هو " ملكوت الله " ( متى 13 :43 ، 26 : 29 ) فهو القائل : لااورشليم ولا هذا الجبل .... ولكن بالروح والحق ( يوحنا 4 : 21 ) . فهذا الملكوت هو نعمة رضى الله الحالّة بيننا منذ مولد المسيح ( لوقا 2: 14 ) والمؤمنون بالمسيح يشتركون بهذه النعمة فيدخلون ملكوت الله . والاشتراك بالمسيح يستمر حتى بعد موته وقيامته
    فالتلاميذ سيشربون عصير الكرمة معه من جديد في ملكوت الاب ( متى 26 : 29 ) .

    ج- ابانا
    في قولنا " ابانا" لا يعني ان الابوة الالهية التي نناديها هي نفسها ايسوع . صحيح ان بنوتنا لله تستمد اصلها وقوتها من بنوة يسوع لكنها لا تماثلها ( 2قور 3 : 18 ، روما 8 : 29 ) " يسوع الابن الوحيد ومجده من الاب "
    ( يوحنا 1 : 14 ) " لقد اعطيتم المجد الذي اعطيتني لكي يكونوا واحدا كما نحن واحد . انا فيهم وانت في ، لكي يكونوا مكملين في الوحدة " ( يوحنا 17 : 22- 23 ) . فالله اب التلاميذ بما انهم تلاميذ يسوع وبهذه الصفة يشتركون بحب الاب ليسوع وبالمجد الذي اعطاه الاب ليسوع .

    2- الذي في السموات
    اعتقد الانسان البدائي من القدم ان الله في موضع عال ، واعتبر الرياح انفاس الله ، والرعد صوته ، والشمس والقمر والنجوم عيونه. و وراء كل هذه التخيلات كات يختفي الاحترام للخالق الجليل الذي يسود العالم. فالخوف ينمي الاحترام. اذ كانوا يعتقدون ان الله قادر على الغضب والويل متى ماغضب.
    هذا الشعور البشري متأصل في الانسان، فنحن ايضاً نعتقد بصورة ما ان الله في الاعالي، فهو غير مرئي ولا ملموس وعالمه غير عالمنا وهو ابعد من ان يخضع لحواسنا ولانزال نخاف منه ومن انتقامه ...
    كان لمعاصري يسوع تقاليد دينية متأصلة فيهم فهم يعيشون في خوف من ذاك الاله الذي تكلم مع موسى وسط انفجار الطبيعة ، واصبحت الغمامة رمز حضور الله. وتتردد في صلواتهم جملة " الذي في المسوات " ولم يتوجهوا الى الله في صلواتهم بكلمة " الاب " فان فعلوا فانهم يضيفون الى هذه اللفظة كلمة ( الملك ، الجبار .. ) كعلامة للاحترام والاجلال .
    ان الانجيلي متى هو ابن البيئة الفلسطينية المتشبع بهذه الروح. فهو عند كتابته الصلاة الربية يسرع باضافة " الذي في السموات " .
    لم تتغير نظرة المسيحيين الى هذا الموضوع فهم في قرارة انفسهم لا يتجاسرون على الدنو من الله المتعالي.
    فلماذا نضع الله في السماء في عالم مميز عن عالمنا ؟ ولماذا هذا الاجلال الذي يمليه الخوف والرهبة اكثر من الاحترام والحب ؟ ليست العلاقة بين الخالق والمخلوق اصل هذا الخوف ولا الفصل بين عالم الخالق وعالم المخلوقات .
    فالوالد والاولاد يعيشون تحت سقف واحد يربطهم شعور الاحترام اذ ان الثقة تجيش في قلب الولد لمعرفته بحب ابيه له . هناك اذا امر اخر في اعماقنا عرفه البشر وشعروا به منذ القدم .
    ولو رجعنا الى العهد القديم الى قصة ادم وحواء نقرأ عن الله التعابير البشرية نفسها . الم يسمعا صوت الرب الاله ماشياً في الفردوس عند مهب ريح النهار ( تكوين 3 : 8 ) وما ان يكتشف خطيئتهما حتى يبادر الى طردهما من الجنة . وان كان الكتاب المقدس لم يذكر نصاً ان الله قد انسحب او توارى ، لكنه لم يعد يمشي في الفردوس كسابق عادته. اما في قصة الطوفان فيتكلم عن رمز العهد بين الله والبشر وهو القوس قزح ( تكوين 9 : 13 ) ويعكس هذا القول ان الله اصبح في السماء بعيدا عن البشر .
    وان كان الله في السماء ، فرأفته بالبشر باقية مستمرة ، وهذا هو جوهر رسالة الكتاب المقدس. فان كان الله لم يعد يظهر كما كان يفعل مع ادم فانه سيبعث مرسليه ليكرروا علينا باننا لا نزال اولاده وهو لايزال يريد خلاصنا .
    ولو لم تعكر الخطيئة صفاء العلاقة مع الله لكان خوفنا اقل بكثير مما هو عليه الان. ولقد تخطى بعض القديسين هذا الخوف. فالقديسة تريزا الصغيرة كان يترأى لها ببراءة ان اسمها مكتوب في النجوم فتهلل نفسها. وعندما ازفت ساعة موتها قالت ببساطة " اني ذاهبة الى السماء" .
    اما بالنسبة الى يسوع فلم يكن امامه حاجز الخطيئة (1 يوحنا 3: 5، 2قور 5: 21 ، عبر 4: 15 ) لذا كان يعيش في الفة مع الاب. وعندما كان يدعو تلاميذه لينادوا الله " ابتاه " فقد اراد منهم ان يشتركوا بحياة الالفة الصميمة التي كان يعيشها مع الاب. فالله ليس في السماء انه اقرب بكثير ، انه في قلوبنا. لذا يجب ان نوازن بين الخوف والاجلال نحو الله من جهة وبين الحب والالفة من جهة اخرى. فنحن ابناء الله وهو ابونا يحبنا ويريد خلاصنا
    .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 3:34 am