سر الاعتراف

حديث اليوم
إجابة سؤال عن سر الاعتراف
ورد الى سؤال خطير حول سر الاعتراف ومن أكثر من جهة .
ألا يجوز الاعتراف مباشرة بين المؤمن وربه بدون تدخل الأب الروحي ؟
سأورد مثالا عملي أولا .
حين يشعر المرء بالصداع مثلا فبكل بساطة يتناول حبة أو حبتين من دواء الصداع وينتهي الأمر .
حين يشعر الشخص بآلام العظام أو تشنج العضلات يمكن أن يأخذ دواء مرخي للعضلات وينتهي الأمر .
حين الإصابة بالأنفلونزا يتناول الشخص بعض السوائل الساخنة والليمون ويخلد للراحة .
ولكن هنالك حالات يجب أن يراجع الطبيب المختص للتشخيص والعلاج والطبيب هنا لا يصدر قرارا بل يطلب تحاليل مخبرية وصور أشعة عادية أو متقدمة ويصدر قراره بالحالة وعلاجها بناء على ذلك .
من الأمور الرائعة أن يجلس الإنسان في خلوة روحية لبعض الوقت يناجي فيه سيده بصلوات من القلب أو يمسك مسبحته ويستغرق في صلاة متأملة يطلب رحمة الله وغفرانه .
ولكن
هل يبقى الإنسان في تأمله صامتا ؟ عدو الخير يتربص به وينتظر فرصة سانحة ليشعره بالاحباط والياس ويوسوس بأسئلة استفزازية تزرع بذور الشك والشك بالتالي يسمم الإيمان .
مثلا :
هل تعتقد أن الله سمع صلاتك ؟
هل تيقنت من غفران الله لك ؟
هل ترك الله العالم كله وسمع لك أنت ؟
وبناء عليه . هل لو خرجت روحك وحانت ساعة وفاتك هل سينقلك هذا الغفران للملكوت السماوي ؟
وعندها يدخل المؤمن في دوامة الأفكار والشكوك والنهاية تكون عدم ارتياح وقلق عنيف من جراء ذلك
الرب يسوع المسيح يعرف هذا جيدا لذلك أوجد تدبيرا محكما لسر الاعتراف لا مجال لعدو الخير للتدخل لأن الكاهن صاحب سلطان الحل والربط وعبر كلمات الحل يؤكد للتائب غفرانه فيشعر بفرحة كبرى .
وليس هذا فقط وليست مهمة أب الاعتراف تأكيد الغفران بل مهمته الصعبة والشائكة هي خلع تلك الخطيئة أو الخطايا من جذورها وذلك من خلال الإرشاد الروحي والصلاة بل ووضع قانون صلاة للتائب ليكون أقرب الى الله .
هذه الإمور كلها لا يستفيد منها التائب خارج الأب الروحي .
والاعتراف أمام الأب الروحي ليس غريبا عنا في العهدين ففي العهد القديم كان التائب يأتي بالذبيحة الحيوانية ويقف امام الكاهن ويقر بخطيئته ويتم ذبح الذبيحة من قبل الكاهن والتكفير عن الخطيئة بموجب الوصية في سفر العدد 5 : 6 - 7 يقول :
«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ، وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ، فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ.
فَلْتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا الَّتِي عَمِلَتْ، وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ، وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ، وَتَدْفَعْهُ لِلَّذِي أَذْنَبَتْ إِلَيْهِ.
وأما في العهد الجديد فقد ورد في سفر أعمال الرسل 19 : 18 أن كل التائبين كانوا يأتون للرسل مقرين ومخبرين بأفعالهم .
فوجود الأب الروحي مهم وحيوي جدا للوصول للغفران وترك الخطيئة والنعمة مع محبتكم .
آمين
الأيقونة المرفقة تسمى أيقونة التوبة يرجى قرائتها والتأمل بها