من طرف odisho youkhanna الأحد سبتمبر 16, 2012 5:42 pm[
b] أمير الانبيـــــاء
النبـــي الخالـــد مار الياس الحــــي
{ الأسد المجروح }
حياتــــه . . رسالتـــه . . عجائبــــه
لم تنبئنا الكتب التي طالعناها شيئاً عن مولد هذا النبي ولا عن والديه ولم تقدم لنا تفاصيل عن حياته ولم تفدنا عن تاريخ بدء رسالته السماوية ولا عن زمان وظروف نقله على مركبــة من نار وانها لم تنقل الينا عدد سني حياته على وجه الأرض بل جلَ ما هنالك انها اطلعتنا على اسم القرية التي أبصر فيها النور واسم المدينة التي ضمت هذه القرية : القرية التي ولد فيها هذا الكوكب النيَر الساطع في سماء الشرق هي تيثبه او تسبيت الكائنة في جبال جلعاد من نهر الاردن التي على مساحة بعض الكيلومترات من عجلون الى لشمال الغربي كان مولده في أواخر عهد بعثا بن أحيا بن سبط بساكر الملك الثالث على مملكة اسرائيل 910قبل المسيح هذه القرية التي انبتت مثل هذا الرجل العظيم قد اندثرت اليوم ولم يبقى لها من الأثر الاَ القمة التي كانت مشيدة عليها .
اما حداثته فقد صرفها تحت أنظار والديه فاننا ولو لم نكن نعرف عن والديه حتى ولا اسميهما ولا عائلتهما انه يحق لنا مع ذلك ان نستنتج انهما كانا بارين كما كان أبوا يوحنَا المعمدان طبقاً لقول الرب يسوع المسيح له المجد: كل شجرة صالحة تثمر ثمراً جيداً فمن ثمارهم تعرفوهم (متى7/17)حتى تمكنا من تقديم رجل وأي رجل هزً العالم بصوت انذاره وقوة ايمانه وعظائم معجزاته وجرأته النادرة وغيرته المتقدة ارضاء لربه ودفاعاً عن حقوق الهه وجاء ايضاً في العهد الجديد في شخص وصفات يوحنَا المعمدان كما قال الرب يسوع المسيح اذا شئتم ان تصدقوني فاعلموا أن ايليا الذي ينتظر رجوعــــه (متى 11/14)
ثانياً / رسالتــــــه
ان كل الرجال العظام في تاريخ الانسانية الذين أنبتتهم السماء لمهمة أو لرسالة شريفة قد استعدوا لها بصدق الاعتقاد وصالح الأعمال وطهارة الأخلاق وجميل الفضائل فلبثوا اياماً وشهوراً بل سنين طويلة في الهياكل والأديار في البراري والقفار في المغاور وعلى شواطىء الانهار على قمم الجبال وفي بطون الوديان بعيدين عن ضوضاء العلم ممعنين في قهر اجسامهم ليتسنى لهم الاتحاد بالله والتحلق باخلاقه طبقاً لقول الوحي على لسان الرسول بولس في رسالته الى أهل فيليبسي (2.5) ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما هو في المسيح يسوع . وفي رسالته الى أهل غلاطية (5.2) والذين للمسيح صلبوا اجسادهم مع الألم والشهوات والسماء التي انتدبتهم قد درعتهم بختمها الألهي أي ختم العجائب والنبوءات ليعرف العالم كله أنهم من رسلها فيؤمنون برسالتهم لا عن خوف بل عن ايمان واذعان ومحبة فيلتفون حولهم بحرية كاملة اذ يرون في عملهم اصبع الله في شخصهم والمثال الأسمى لكل فضيـــلة فعلى مثال هؤلاء وغيرهم قد تمشى نبينا الخالد مار الياس الحي لاتمام رسالته الشريفة التي انتدبته السماء وقادته الى البرية للأستعداد لها كما صرح الروح القدس على لسان هوشع النبي " لذلك هاءنذا أتملقها وآتي بها الى البرية وأخاطب قلبها (هو 14.2) وها أني أتمثله وهو في مغارته على ضفاف نهر كريت القريب من بلدته او بين الجبال والغابات بعيداً عن العالم اني اتمثله في ثياب مسحة متزراً بمنطقة من جلد على حقوية وفوقه الوشاح العجائبي جائياً على اديم الأرض باسطاً يديه بشكل صليب رافعاً عينيه نحو السماء غائصاً في بحر التامل ساعات طويلة بل الشهور والسنين العديدة بغيــة ان يقدس نفسه ويكفر عن خطايا الشعب ويتحد بالهه ليتدرع منه القوة والحكمة ويأتي بالعظات الصاعقة والحوادت المروعة والعجائب الباهرة
اما في خارجه فقد كان عليــه السلام والأكرام . معتدل القامة قوى البنية
أصلع الجبهة أسمر اللون ضعيف الوجه طويل اللحية متحدر الشاربين حاد النظر قوي الطبع سريع الأندفاع كثير الغيرة على مجد الله وخلاصه
نبينا الخالد الذكر ايليا الرعد لم يكن حاصلاً على الغنى ولا على شرف الاصل وعظمة الوطن وقوة الكلام وسحره وعديد من الخدم ولمعان ثياب حريرية فاخرة وطاولة مائدة انيقة وجدران قصر مصفحة بالذهب النقي هذه التي تسبب سعادة الانسان في ارض الزوال بل كان فقيراً الى حد انه لم يكن لديه ما يقتات به فارسلته السماء الى امراة في صرفت صيدا يطلب منها قليلاً من الماء ليروي عطشه وكسرة من الخبز ليسد بهل جوعه المغارة كانت بيته وجلد الحيوان لباسه والارض طاولته وفراشه والفضاء غطاءه اهله لم يعرف عنهم شيئاً وطنه كان حقيراً حياته كانت على نوع ما وحشية هذه كلها لم تمنعه عن الوصول الى أسمى درجات القداسة والكمال نبينا الخالد ايليا الأتون الملتهب كان غنياً اكثر من كل الملوك وحكيماً اكثر من كل الفلاسفة فصيحاً اكثر من كل ارباب الفصاحة هو
{ اوقيانوس بدون حدود } ايليا الحي كان أب الأنبياء واميرهم وفاقهم جميعاً بالتامل والصبر وممارسة الفضائل والاندفاع والغيرة بنوع أله لو لم ينقله الله اليه لكانت غيرته حطمت كل شيء في العالم لقد عرف النبي الكبير القديس مار الياس الحي او بالأحرى قد عرفه الله ان خلاص البشر لا يقوم دائماً بالقوة والقساوة بل يحتاج الى الصلاة واللين والوداد والرحمة لهذا كانت حياة هذا الكوكب النير تدور حول قطبين عظيمين قطب الخلوة والتامل والصلاة وقطب العمل وفي كلا القطبين قد بلغ قمة الكمال لانه كان واضعاً نصب عينيه ارادة الله وأوامره التي كانت تدفعه تارةً الى الحرب وتارةً الى السلم تارةً الى العمل وتارةً الى الراحة وعلى هذه الخطة قد تمشى هذا النبي الجسور الكبير مار الياس الحي
ثالثاً / عجائبــــه
الاعجوبة الاولى / ايقافه المطر مدة ثلاث سنين
اظهر ايليا صحة ارساليته من السماء بقداسة حياته وعجائبه ونبوءاته فالاعجوبة الاولى تمت بانحباس المطر بعد ان انذر آحاب الملك بقوله
" حي الرب اله اسرائيل الذي انا واقف امامه انه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الاَ عند قولي فاطاعت السماء قول النبي وانحبس المطر فجاع الناس وماتت البهائم وصار ضيق شديد وفي تلك الضيقة اعتنى الرب بنبيه اذ أمره قائلاً :امض من ههنا شرقاً وتوار عند نهر كريت الذي تجاه الاردن فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان ان تقوتك هناك فمضى وصنع بحسب قول الرب وذهب فاقام عند نهر كريب فكانت الغربان تاتيه بخبز ولحم في الغداة وخبز ولحم في العشي وكان يشرب من النهر وبينما الله يهتم بمعيشة نبيه كان هذا المختار يصرف اوقاته بالصلاة والتامل والامانة شكراً ومحبة الله وتكفيراً عن خطايا الشعب الى ان جف النهر لانحباس المطر عن الارض .
الاعجوبة الثانـــــية / تكثيره الدقيق والزيت
وخاطب الرب ايليا قائلاً : قم وامضي الى صرفت من اعمال صيدون واقم هناك فقد أمرت أرملة بان تقوتك فقام ومضى الى صرفت وصار الى باب المدينة فاذا ارملة تجمع حطباً فدعاها وقال . هاتي لي قليل ماء في اناء لأشرب فتوجهت لتاخذ فناداها وقال هاتي لي كسرة خبز في يديك فقالت حي الرب الهك أنه ليس عندي الا ملء راحة دقيقاً في الجرة ويسيراً من الزيت في القارورة وها انا اجمع عودين من الحطب لادخل واصنعه لي ولابني وناكله ثم نموت فقال لها ايليا لا تخافي ادخلي فاصنعي كما قلت ولكن اصنعي لي من ذلك اولاً قرصاً صغيراً وأتيني به ثم اصنعي لك ولابنك اخيراً فانه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان جرة الدقيق لا تفرغ وقارورة الزيت لا تنقص الى يوم يرسل مطراً على وجه الأرض فمضت وصنعت كما قال ايليا واكلت هي وهو وأهل بيتها اياماً وجرة الدقيق لم تفرغ وقارورة الزيت لم تنقص على حسب كلام الرب الذي تكلم به على لسان ايليا .
الاعجوبة الثالثة / اقامة ابن الأرملة من الموت
وكان بعد هذه الامور ان ابن المراة صاحبة البيت مرض وكان مرضه شديداً جداً حتى لم يبق فيه روح فحملت الصبي وركضت الى ايليا تبكي وتقول ما لي ولك يارجل الله وافيتني لتذكرني بذنوبي وتميت ابني فقال لها اعطيني ابنك واخذه من حضنها واصعده الى العلية التي هو نازل بها واضجعه على سريره وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي لتعد روح هذا الغلام الى جوفه فسمع الرب لصوت ايليا وعادت روح الغلام الى جوفه وعاد حياً فاخذ ايليا الصبي وانزله من العليه الى البيت ودفعه الى أمه وقال ايليا انظري قد عاش ابنك فقالت المرأة لايليا الآن علمت انك رجل الله وان كلام الرب فيك .
الاعجوبة الرابعـــة / اخراجه المياه من الصخر
جبال ثلاثة خالدة مدى الدهر تسلقها نبينا الكبير وعاش فوقها مدة من الزمن . الكرمل . حوريت . طابور . خلدت في بطونها وعلى قممها وفي سمائها عجائبه واعماله وفضائله وصلاته وغيرته ومناجاته لله .
فلقد سما بصلواته لله على تلك الجبال وارتقى بها الى أسمى درجات التامل والكمال مناجياً الهه مشاهداً اياه وسامعاً صوته وقد اقام الميت وفجر الماء من الصخر وانزل النار والامطار بقوة رب الصباؤوت.
ومغاور ثلاثة شهدت صمته وايمانه وغيرته فغدت كنائس ومعابد ومزارات يحج اليها الناس من كل مكان ودين ولسان .
وملوك ثلاثة من عبدة البعل خاصمهم وحطمهم ولحست الكلاب دماءهم واكلت لحومهم .
وانهر ثلاثة كريت وقيشون والاردن شهدت صلاته وبطشه وايمانه وغيرته واديان ثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام آمنت بقدرته فتجسد في تاريخها بنوع غريب وان اخواننا المسلمين يكرمون النبي مار الياس الحي تحت اسم الخضير .وجبل الكرمل هو احد جبال فلسطين يؤلف جزءاً مكتملاً لجبال لبنان في اسفله مدينة حيفا فهو شاهد لاخراج ايليا نبع ماء من صخوره وهذا المعين يحمل اسمه الى اليوم (عين ايليا) كما وان هذا الجبل يحمل ايضاً اسم مار الياس لاسباب عديدة . اولاً لتردده اليه ثانياً لهدمه مذبح البعل لاقامته مذبحاً للأله الحقيقي ثالثاً لانزاله النار من السماء على ذبيحته رابعاً لانزاله الامطار على الارض .
الاعجوبة الخامسة / انزاله النار من السماء على الذبيحة
وبعد ايام كثيرة كان كلام الرب الى ايليا في السنة الثالثة قائلاً .
امض وتراء لآحاب فأتي بمطر على وجه الارض (3 ملوك18. 1)
فتراءى له فلما راى أحاب آيليا قال له أحاب أانت ايليا مقلق اسرائيل ؟فقال له لم اقلق اسرائيل انا بل انت وبيت ابيك بترككم وصايا الرب واقتفائكم البعل والآن وجه واجمع الي كل اسرائيل الى جبل الكرمل وانبياء البعل ال 450 وانبياء عشتروت ال 400 الذين ياكلون على مائدة ايزابل ولما اجتمعوا قال ايليا الى متى تعرجون بين الجانبين ان كان الرب هو الأله فاتبعوه وان كان البعل اياه فاتبعوه فلم يجبه القوم بكلمة فخاطبهم بكل جرات وقال انا الآن وحدي بقيت نبياً للرب وهؤلاء انبياء البعل 450 رجلاً فليؤت لنا بثور فيختاروا لهم ثوراً ثم يقطعوه ويجعلوه على الحطب ولا يضعوا ناراً وانا ايضاً أهيى الثور الآخر واجعله على الحطب ولا اضع ناراً ثم تدعون انتم باسم ألهتكم وانا ادعو باسم الرب والذي يجيب بنار فهو الأله فاجاب جميع الشعب قائلين الكلام حسن فقال ايليا لانبياء البعل اختاروا لكم ثوراً وافعلوا اولاً لانكم كثيرون وادعوا باسم ألهتكم ولكن لا تضعوا ناراً فاخذوا الثور الذي اعطاهم وقربوا ودعوا باسم البعل من الغداة الى الظهر وهم يقولون ايها البعل اجبنا فلم يكن من صوت ولا من مجيب وكانوا يرقصون حول المذبح الذي صنعوا فلما كان الظهر سخر منهم ايليا وقال اصرخوا بصوت اعلى لعله نائم فيستيقظ فكانوا يصرخون بصوت عظيم وتخدشوا على حسب رسمهم بالسيوف والرماح حتى سالت دماؤهم عليهم فلما فات الظهر وهم يتنباون الى ان حان اصعاد التقدمة وليس صوت ولا مجيب ولا مصغ قال ايليا لجميع الشعب ادنوا مني فدنا جميع الشعب منه فرمم مذبح الذي كان قد تهدم واخذ ايليا اثنى عشر حجراً على عدد اسباط بني يعقوب الذي كان كلام اليه قائلاً اسرائيل يكون اسمك وبنة الحجارة مذبحاً على اسم الرب وجعل حول المذبح قناة تسع مكيالين من الحب (المياه) ثم وضع الحطب وقطع الثور وجعله على الحطب وقال املاوا اربع جرار ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب ثم قال ثنوا فثنوا قال ثلثوا فثلثوا فجرى الماء حول المذبح دائراً وامتلات القناة ايضاً ماء فلما حان اصعاد التقدمة تقدم ايليا النبي الحي وقال
أيها الرب اله ابراهيم واسحاق واسرائيل ليعلم اليوم انك اله في اسرائيل واني انا عبدك وبامرك قد فعلت كل هذه الامور استجبني يارب استجبني ليعلم هذا الشعب انك ايها الرب انت الاله وانك رددت قلوبهم الى الوراء فهبطت نار الرب واكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب حتى لحست الماء الذي في القناة فلما راى ذلك جميع الشعب خروا على وجوههم وقالوا الرب هو الاله الرب هو الاله. وقضى عليهم جميعاً
الاعجوبة السادســــة / انزاله الامطار على الارض
بعد هذه المذبحة الفظيعة لكهنة البعل وعشتاروت البالغ عددهم 850 كاهناً التي قام بها النبي بامر الله وبمساعدة الشعب والجيش وبحضور الملك أحاب قال ايليا للملك اصعد كل واشرب فهذا صوت دوى مطر فصعد أحاب ليلكل ويشرب وصعد ايليا الى راس الكرمل وخر الى الارض وجعل وجهه بين ركبتيه وقال لغلامه اصعد وتطلع نحو البحر فصعد وتطلع وقال ما ارى شيئاً فقال له ارجع على سبع مرات فلما كان في السابعة قال ها سحابة صغيرة قدر راحة رجل طالعة من البحر فقال له اصعد وقل لآحاب شد وانزل لئلا يمنعك المطر فبينما كان من هنا الى هنا اذ اربدت السماء بالسحب وهبت الرياح وجاء مطر عظيم فركب أحاب وسار الى يزرعيل وكانت يد الرب مع ايليا فشد متنيه وجرى امام أحاب وهكذا انتعشت الارض وعم الفرح (3 مل 18.41.46) فهذه الاعجوبة كانت مكافاة لايمان ايليا وطاعته وشجاعته الفعالة التي وصفها الروح القدس ووصف صاحبها على لسان القديس يعقوب الرسول هذه الكلمات : ما اعظم قوة صلاة البار الفعالة كان ايليا انساناً قابل الآلام مثلنا وقد صلى الا ينزل المطر فلم ينزل على الارض مدة ثلاث سنين وستة اشهر ثم عاد وصلى فامطرت السماء واخرجت الارض ثمرها كما ان الاعجوبة كانت ايضاً مكافاة لايمان الشعب الذي ترك البعل وعاد الى عبادة الاله الحقيقي وقد عبر عنها حسناً هذه العبارة الخالدة. الرب هو الاله. اما الغيمة او السحابة الطالعة من البحر فقد كانت رمزاً واضحاً لمريم العذراء نجمة البحر التي حملت في احشائها ندى المراحم السماوية فسقت منها ارض النفوس المؤمنة نعماً وافراحاً وقداسة وخلاصاً
هروب النبي ايليا
رغم القوة التي درع الله نبينا الكبير مار الياس الحيَ أي تلك القوة التي اجترح بها العجائب الباهرة والاعمال الجبارة فمنع السماء من المطر واكثر الدقيق والزيت واقام من الموت ابن الارملة وانزل النار والامطار من السماء وقاوم الملوك الاشرار وفتك بكهنة البعل وعشتاروت 850 كاهناً ونبياً فقد داخله الخوف عند تهديد الملكة ايزابيل شانه شان رجال العمل ورجال التاريخ والعظماء الذين هربوا عند طروق ظروف قاهرة من الموت او من السقوط في الرذيلة وهؤلاء البعض منهم يعقوب هرب من اخيه عيسو يوسف اسرائيل هرب من أمرأة فوطيفار موسى هرب من فرعون ملك مصر داود هرب من شاؤل الملك بل من ابنه ابشالوم يوحنا المعمدان هرب الى البرية والرب يسوع المسيح له عظيم الاجلال نفسه هرب الى مصر من وجه هيرودس فلا يجوز لنا والحالة هذه ان نعجب ونتذهل كثيراً من خوف نبينا من الملكة ايزابيل لان الله قد سمح ان يعتري نبيه مثل هذا الخوف اولاً ليلطف من حدته ثانياً ليواضعه لئلا يستكبر ثالثاً ليجذبه اليه للراحة رابعاً ليدرَعه من جديد بالقوة لمواصلة رسالته الشريفة واستئصال عبادة البعل من كل ارض فلسطين اما سبب هروب ايليا الى جبل حوريب فهو لرؤية الله واستشارته عما يلزمه ان يعمل وقد بقي وحده كما كان يظن ولم يكن يدري ان الله قد استبقى لنفسه سبعة آلاف من اسرائيل كل ركبة لم تجث للبعل وكل فم لم يتجه اتليه بقلبه ولكي يبين لنا شديد محبته لله ورغبته بربط رسالته برسالة آبائه ابراهيم واسحاق ويعقوب وموسى هذا الخوف الذي اعتراه قد دفعه الى الهرب واشتهاء الموت فقال : حسبي الآن يارب فخذ نفسي فاني لست خيراً من آبائي . ولشدة حزنه اضطجع ونام فاذا بملاك قد لمسه وقال . قم فكل . فالتفت فاذا عند راسه رغيف مليل وجرة ماء فاكل وشرب ثم عاد واضطجع فعاوده ملاك الرب ثانية ولمسه وقال قم فكل فان الطريق بعيدة امامك فقام واكل وشرب وسار بقوة هذه الاكلة التي هي رمز سر القربان المقدس اربعين يوماً واربعين ليلة الى جبل الله حوريب على هذا الجبل ظهر الله لموسى في وسط العليقة المشتعلة وغير المحترقة التي هي رمز لسيدتنا المقدسة امنا مريم العذراء التي حملت في احشائها شمس الحكمة الالهية وأوحى اليه من داخلها برسالته الشريفةحوريب هو الجبل العجائب جبل الوحي حيث حطت رحال نبينا المبارك الكبير مار الياس الحيَ للحصول على شرائع جديدة توحي بها السماء اليه كما اوحت من قبل الى القائد العظيم موسى النبي . على هذا الجبل وفي قلب المغارة ناداه الله
ما بالك ههنا ياايليا . فقال اني غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد نبذوا عهدك وقوضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف وبقيت انا وحدي وقد طلبوا نفسي لياخذوها فجئت اليك انت يا مخلص الجميــع .فقال اخرج وقف على الجبل امام الرب . فاذا الرب عابر وريح عظيمة وشديدة تصدع الجبال وتحطم الصخور امام الرب ولم يكن الله في الريح وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار وبعد النار صوت نسيم لطيف فلما سمع ايليا ستر وجهه بردائه وخرج فوقف بمدخل المغارة فاذا بصوت اليه يقول ما بالك ههنا ياايليا: فقال اني غرت للرب اله الجنود فقال له الرب امضى فارجع في طريقك . ان الحوادث التي سبقت ظهور الله او مروره بالقرب من ايليا على قمة جبل حوريب هي : الزوبعة الهزة الارضية النار النسيم الخفيف اللطيف هذه الزوبعة هي الحياة هنا الهزة الارضية هي ساعة الموت النار هي نيران جهنم الأبدية النسيم الخفيف هو صوت الله العذب في اليوم الأخير تعالوا يامباركي ابـــي رثوا الملك المعـــدَ لكم منذ انشاء العالـــم
(مت25.34) وان الاعجوبة الاولى التي عملها بعد نزوله من جبل حوريب او الاعجوبة السابعة من عجائبه الباهرة هي انزاله النار من السماء على قائدي الخمسين .
مسح اليشاع
فمضى من هناك فلقي اليشاع بن شافاط وهو يحرث ارضه فمر نحوه ايليا ورمى اليه بردائه فترك الارض والمواشي وركض وراء ايليا وقال له دعني اودع ابي وامي ثم اتبعك فقال له افعل ذلك فرجع من خلفه واخذ زوجين من البقر وذبحهما وقدم للجميع فاكلوا ثم قام ومضى مع ايليا وبعد ان تدرع نبينا الكبير القوة من رب القوة على جبل حوريب عاد الى حقل الجهاد في سبيل الله وحفظ شرائعه واتمام ارادته واوامره واول عمل قام به هو مسحه اليشاع بن شافاط نبياً بدلاً منه كما امره الرب فهذا النبي الجديد لبى الدعوة فودع آباه وأمه وترك كل شيء ومضى مع ايليا وكان يخدمه ان هذه الحياة المثمرة بحوادث حياة ايليا وبهذا الوصف الذي وجهه الروح القدس على لسان الحكيم يشوع سيراخ (1و2.48)وهو مختصر بديع لحياة ابدع وقام ايليا كالنار وتوقد كلامه كالمشعل بعث عليهم الجوع وغيرته ردهم نفراً قليلاً اغلق السماء بكلام الرب وانزل منها ناراً ثلاث مرات ما اعظم مجدك ياايليا بعجائبك ومن له فخر كفخرك انت الذي اقمت ميتاً من الموت ومن الجحيم بكلام العلي واهبطت الملوك الى الهلاك .
انتهــــاء رسالتــــــه
لكل حياة نهاية مهما طالت ومهما كانت مفيدة تلك شريعة ألهية
انك تراب والى الترب تعود .رات عناية الله ان ترفع اليها نبيها العظيم ايليا لا الى حوريب بل الى السماء دون ان يجتاز بعتبة الموت وكان اذ اراد الرب ان يرفع ايليا في العاصفة نحو السماء ان ايليا ذهب مع اليشاع من الجلجال على ان ترسله السماء في أخر الايام ليكون قاصداً سابقاً للمسيح في مجيئه كما كان يوحنا المعمدان في مجيئه الاول ويفوز باكليل الاستشهاد . ان اليشاع لما عرف ان الرب ينقل اليه معلمه من فوق راسه لم يعد يفارقه رغم امر معلمه الصريح اقعد هنا فان الرب قد بعثني الى بيت ايل وفي كل مرة كان يجيب حي الرب وحية نفسك اني لاافارقك وهكذا صار فقد رافق معلمه من الجلجال الى بيت ايل الى اريحا الى الاردن ولما وصلا بجانب الاردن اخذ ايليا رداءه ولفه وضرب المياة فانفلقت الى هنا وهناك وجاز كلاهما على اليبس وهذه هي الاعجوبة الثامنة والاخيرة من عجائب نبينا العظيم مار الياس الحي على سطح الارض فلما عبرا قال ايليا لاليشاع ماذا اصنع لك قبل ان اوخذ منك ؟ فقال اليشاع ليكن لي سهم في روحك قال قد سالت امراً صعباً ولكن ان رايتني عندما اوخذ من عندك يكون لك ذلك والا فلا وفيما كانا سائرين وهما يتحادثان اذا مركبة نارية وخيل نارية قد فصلت بينهما وصعد الحي المبارك في العاصفة نحو السماء واليشاع ينظر وهو يصرخ يا ابي يا مركبة اسرائيل وفرسانه ثم لم يره ايضاً فامسك ثيابه وشقها نصفين ورفع رداء ايليا الذي سقط عليه ورجع ووقف عند شاطىء الاردن واخذ رداء ايليا وضرب المياة فانفلقت الى هنا وهناك وعبر اليشاع .
ايــليا في نظر آباء الشرق والغـــرب
ان ما فاه به فلاسفة العصور وأمراء المنابر في الشرق والغرب في جانب قنبلة السماء على الارض وهدية الارض الى السماء النبي الغيور مار الياس الحي ليزيدنا اعتباراً ومحبة لهذا الكوكب النير نكتفي بذكر اولئك الذين فاقوا الاخرين بما سطرواه عنه فما ابدع ما فاه به امير المنابر الشرقية القديس يوحنا الذهبي الفم في عظتين القاهما في مدينتي القسطنطينية وانطاكية . اني اكلمكم الآن عن ايليا عن هذا النبي الكبير عن ملاك الارض عن رجل السماء الذي كان يتصرف في الامور السماوية وفي عناصر الطبيعة اذ كان على الارض كانه خالقها اني اكلمكم عن هذا الرجل الذي لا تزيد قامته عن المتر والنصف مع ذلك كأني به لا تمس قدماه الارض عن هذا الرجل الذي نقل الى اعلى السماوات وقد كان يتصرف في لجة المياة ولسانه كان ينزل الامطار الغزيرة انه كان مفتاح السماء اني اكلمكم عن هذا الرجل الفقير والغني الجاهل والفيلسوف في وقت واحد الفقير لانه لم يملك من حطام الدنيا الا الرداء العجائبي لهذا كانت السماء تقوته بغربانها وبملائكتها الغني لان لسانه كان يتصرف في الغيوم والامطار والنيران ينزلها نعمة ونقمة .
القديس أفرام السرياني ملفان الكنيســة الجامعــة في مدح النبي العظيم مار الياس الحي . ايليا بصلاته اظهر قوة غريبة صلىً والسماء خضعت له وامتنعت عن انزال الامطار لكنه بصلاته عاد فقطع سلاسلها وفتح ابوابها فانهدر المطر غزيراً صلاته غلبت الموت وخلصت من الجحيم ورفعت اللعنة عن اسرائيل بصلاته انزل النار من السماء ثلاثاً على ذبيحته ايليا هو المثال لمحاربة الشيطان ايليا قد اضطهد ويسوع ايضاً ايليا قد اضطهدته ايزابيل القاتلة ويسوع قد اضطهدته امته اليهودية وقتلته عن جهل منها لرسالته الالهيه لاجل خلاص العالم ايليا قد اوقف السماء عن المطر بسبب خطايا آحاب ويسوع اوقف روح الانبياء وبسبب خطايا الشعب ذبح ايليا مع الشعب والجيش بحضور الملك كهنة البعل وعشتروت واعوانه ايليا اقام من الموت ابن الارملة ويسوع اقام اليعازر شقيق مرتا ومريم ايليا اكثر الدقيق والزيت للارملة والرب يسوع اشبع الالوف من خمس خبزات وسمكتين ايليا صعد الى السماء على اكتاف الملائكة ايليا ترك روحه ورداءه الى تلميذه اليشاع ويسوع استودع روحه وانجيله وصليبه رسله القديسين ايليا سياتي الى هذا العالم ويحارب المسيح الدجال ويموت شهيداً ويسوع سياتي ايضاً ليدين الاحياء والاموات
تكريـــم النبي الجسور مار الياس الحي في الشرق والغرب
منذ فجر الدين المسيحي بدأ الشرق يكرم قديسيه وشهداءه وبعض قديسي وانبياء وشهداء العهد القديم كملاخيا وارميا واشعيا وعاموص وداود واليشاع وسوسنه الاسرائلية والفتية الثلاثة والشهداء المكابيين وامهم صالومي اما تكريمه لنبينا الكبير مار الياس الحى فهو فوق الوصف قفد شيد له الكنائس والمعابد والمزارات واقام له المذابح والف له الصلوات والمدائح ووضع له التساعيات والاناشيد وقدم له البخور والنذور وراح يلتجى اليه كل انسان في ضيقاته ويحلف باسمه ويلتمس من ربه بواسطة شفاعته النعم الروحية والجسدية ولما كان الشعب المكرم له يشعر بعطفه عليه واستجابة صلواته ونذوره وتحقيق آماله ومطالبه كان يزداد يوماً بعد يوم غيرة واندفاعاً ومحبة وتكريماً وتعلقاً بنبيه الكبير مار الياس الحى ان الكنيسة الشرقية اجمعت على تكريم النبي الحي يشهد على ذلك اقوال الآباء والكنائس العديدة المشيدة على اسمه وصوره المرسومة على جدران الكنائس وايقوناته والزياحات والاناشيد والصلوات المؤلفة لأجل تكريمه وان لم يجمعوا على توحيد يوم عيد هذا النبي المدافع عن البارفمينايون السريان القديم (روزنامة او سنكسار) يعيَن يوم عيده 3 نيسان بينما مينايون القبط العرب يعيَد له في اول ايلول اما كتاب الطقوس الجيورجي في اورشليم وهو من الجيل الحادي عشر فيعين 4 تشرين الثاني يوم اعطاء الشهادة بيوحنا المعمدان وفي الوقت نفسه يقع عيد الملاكين ميخائيل وجبرائيل والنسطوريون يعينون في روزنامتهم منذ فجر الجيل السابع سبعة آحاد يقع الاحد الثالث منها في 13 ايلول وبقية الاحاد تقع بعد العيد اما الارمن فعندهم في طقوسهم صوم مار ايليا يبداون به اثنين العنصرة ويعيدون له في بعض الامكنة الاحد الذي يليه وان رهبان الكرمل كانوا يحتفلون بعيده تارة في 27 أيار وتارة في 17 و23 حزيران واخرى في 19 تموز ومنذ فجر الجيل السادس عشر استقر عيد مار الياس الحي المبارك في 20 تموز من كل سنة اما الموارنة فبداوا يعيدون له في 20 تموز منذ الجيل السابع عشر واليهم ينسب اعطاء لقب الحــــــي الى نبينا الخالد الذكر مار الياس الجسور حسب تاكيد الرب يسوع المسيح له الاجلال والاحترام لقب حي يطلق على جميع الابرار لأن الله اله الأحياء وليس اله الأموات.
الالــــقاب التي كرم بها هذا الكوكب النير
الالقاب التي وصف بها الكتاب المقدس وآباء الشرق والغرب هذا الكوكب هي . مار الياس الحي. النبي الكبير. النبيى الحي. النبي المخيف. النبي الجسور. ايليا الرعد. ايليا الشهيــد. الآله الشمس. المحامي العنيد عن حقوق الله. العملاق. الأتون الملتهب. الأسد المجروح. المرأة النقية للارادة الالهية بالفعل. المؤسس الاول للرهبنات.الخضيـــر. امير الانبياء. الصاعقة الصاخبة. النار الآكلة. القوة الساحقة.الغيرة التي لاتقاوم. المثال السامي للكمال الروحي. المدافع عن البار. الصديق السريع الى المساعدة . الجبار المجاهد في سبيل الله. المحارب تحت راية الله.المحسن الى الفقراء. رجل النهاية.سيف الله القاطع. الشفيع الحي شيخ بنضارة الشباب. عصور السماء مرأة الفضائل. مصلح الشعب ملاك ارضي. مرشد الكنيسة المنعم عليه وسط الحياة الالهـــــية.
وان كلمة ايليا تنقسم الى ثلاثة اقسام:
إيـــل: اللـــه
ي:العـــائــد لــي
يــه: نصف كلمة يهوه التي لا تلفظ كاملة احتراماً وجلا لاً
إ يـــليـيه: أي الهي يهوه هو الاله الحقيقي
{ صــلاة لمار اليــاس الحــــــي }
السلام عليك يامار الياس الحي يانبي الله العلي وصاحب الايمان القوي والغيرة الالهية والسيرة الملائكية انت كاروز الحق قد دحضت الزور ووبخت صانعي الشرور وقرنت الغيرة المتقدة بالحب المضطرم ففتكت بكهنة باعال واهطلت الامطار بعد انحباسها بصلواتك فنسالك متضرعين ان تجعنا مستظلين وبسنائك مستنرين واذ نلتمس منك المعونة والشفاعة نلتجى اليك قائلــين : نجنا من الشدائد والمصائب والشرور ومن فخاف الاعداء المنظورين وغير المنظورين رد عنا الضربت وابعد الامراض والاوبئة والقحط والغلاء وادفع عنا وثبات الخيالات الريئة والافراح الشريرة وكن لنا حافظاً ومنجياً ومساعداً في كل ساعة من حياتنا
آميـــــــــن
ألمـجد للآب والأبن والروح القــدس
الآن وكل آوان والى ابد الذهور
تم بنعـــمة الرب
خادم الرب / الشماس أوديشو عمانوئيل الشماس يوخنًا
كنيـــسة المشرق الآشوريــــــــه الجاثليقيًـــــــــه المقدســــــه
Shamasha. odisho[/b]@ gmail.com
النبـــي الخالـــد مار الياس الحــــي
{ الأسد المجروح }
حياتــــه . . رسالتـــه . . عجائبــــه
لم تنبئنا الكتب التي طالعناها شيئاً عن مولد هذا النبي ولا عن والديه ولم تقدم لنا تفاصيل عن حياته ولم تفدنا عن تاريخ بدء رسالته السماوية ولا عن زمان وظروف نقله على مركبــة من نار وانها لم تنقل الينا عدد سني حياته على وجه الأرض بل جلَ ما هنالك انها اطلعتنا على اسم القرية التي أبصر فيها النور واسم المدينة التي ضمت هذه القرية : القرية التي ولد فيها هذا الكوكب النيَر الساطع في سماء الشرق هي تيثبه او تسبيت الكائنة في جبال جلعاد من نهر الاردن التي على مساحة بعض الكيلومترات من عجلون الى لشمال الغربي كان مولده في أواخر عهد بعثا بن أحيا بن سبط بساكر الملك الثالث على مملكة اسرائيل 910قبل المسيح هذه القرية التي انبتت مثل هذا الرجل العظيم قد اندثرت اليوم ولم يبقى لها من الأثر الاَ القمة التي كانت مشيدة عليها .
اما حداثته فقد صرفها تحت أنظار والديه فاننا ولو لم نكن نعرف عن والديه حتى ولا اسميهما ولا عائلتهما انه يحق لنا مع ذلك ان نستنتج انهما كانا بارين كما كان أبوا يوحنَا المعمدان طبقاً لقول الرب يسوع المسيح له المجد: كل شجرة صالحة تثمر ثمراً جيداً فمن ثمارهم تعرفوهم (متى7/17)حتى تمكنا من تقديم رجل وأي رجل هزً العالم بصوت انذاره وقوة ايمانه وعظائم معجزاته وجرأته النادرة وغيرته المتقدة ارضاء لربه ودفاعاً عن حقوق الهه وجاء ايضاً في العهد الجديد في شخص وصفات يوحنَا المعمدان كما قال الرب يسوع المسيح اذا شئتم ان تصدقوني فاعلموا أن ايليا الذي ينتظر رجوعــــه (متى 11/14)
ثانياً / رسالتــــــه
ان كل الرجال العظام في تاريخ الانسانية الذين أنبتتهم السماء لمهمة أو لرسالة شريفة قد استعدوا لها بصدق الاعتقاد وصالح الأعمال وطهارة الأخلاق وجميل الفضائل فلبثوا اياماً وشهوراً بل سنين طويلة في الهياكل والأديار في البراري والقفار في المغاور وعلى شواطىء الانهار على قمم الجبال وفي بطون الوديان بعيدين عن ضوضاء العلم ممعنين في قهر اجسامهم ليتسنى لهم الاتحاد بالله والتحلق باخلاقه طبقاً لقول الوحي على لسان الرسول بولس في رسالته الى أهل فيليبسي (2.5) ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما هو في المسيح يسوع . وفي رسالته الى أهل غلاطية (5.2) والذين للمسيح صلبوا اجسادهم مع الألم والشهوات والسماء التي انتدبتهم قد درعتهم بختمها الألهي أي ختم العجائب والنبوءات ليعرف العالم كله أنهم من رسلها فيؤمنون برسالتهم لا عن خوف بل عن ايمان واذعان ومحبة فيلتفون حولهم بحرية كاملة اذ يرون في عملهم اصبع الله في شخصهم والمثال الأسمى لكل فضيـــلة فعلى مثال هؤلاء وغيرهم قد تمشى نبينا الخالد مار الياس الحي لاتمام رسالته الشريفة التي انتدبته السماء وقادته الى البرية للأستعداد لها كما صرح الروح القدس على لسان هوشع النبي " لذلك هاءنذا أتملقها وآتي بها الى البرية وأخاطب قلبها (هو 14.2) وها أني أتمثله وهو في مغارته على ضفاف نهر كريت القريب من بلدته او بين الجبال والغابات بعيداً عن العالم اني اتمثله في ثياب مسحة متزراً بمنطقة من جلد على حقوية وفوقه الوشاح العجائبي جائياً على اديم الأرض باسطاً يديه بشكل صليب رافعاً عينيه نحو السماء غائصاً في بحر التامل ساعات طويلة بل الشهور والسنين العديدة بغيــة ان يقدس نفسه ويكفر عن خطايا الشعب ويتحد بالهه ليتدرع منه القوة والحكمة ويأتي بالعظات الصاعقة والحوادت المروعة والعجائب الباهرة
اما في خارجه فقد كان عليــه السلام والأكرام . معتدل القامة قوى البنية
أصلع الجبهة أسمر اللون ضعيف الوجه طويل اللحية متحدر الشاربين حاد النظر قوي الطبع سريع الأندفاع كثير الغيرة على مجد الله وخلاصه
نبينا الخالد الذكر ايليا الرعد لم يكن حاصلاً على الغنى ولا على شرف الاصل وعظمة الوطن وقوة الكلام وسحره وعديد من الخدم ولمعان ثياب حريرية فاخرة وطاولة مائدة انيقة وجدران قصر مصفحة بالذهب النقي هذه التي تسبب سعادة الانسان في ارض الزوال بل كان فقيراً الى حد انه لم يكن لديه ما يقتات به فارسلته السماء الى امراة في صرفت صيدا يطلب منها قليلاً من الماء ليروي عطشه وكسرة من الخبز ليسد بهل جوعه المغارة كانت بيته وجلد الحيوان لباسه والارض طاولته وفراشه والفضاء غطاءه اهله لم يعرف عنهم شيئاً وطنه كان حقيراً حياته كانت على نوع ما وحشية هذه كلها لم تمنعه عن الوصول الى أسمى درجات القداسة والكمال نبينا الخالد ايليا الأتون الملتهب كان غنياً اكثر من كل الملوك وحكيماً اكثر من كل الفلاسفة فصيحاً اكثر من كل ارباب الفصاحة هو
{ اوقيانوس بدون حدود } ايليا الحي كان أب الأنبياء واميرهم وفاقهم جميعاً بالتامل والصبر وممارسة الفضائل والاندفاع والغيرة بنوع أله لو لم ينقله الله اليه لكانت غيرته حطمت كل شيء في العالم لقد عرف النبي الكبير القديس مار الياس الحي او بالأحرى قد عرفه الله ان خلاص البشر لا يقوم دائماً بالقوة والقساوة بل يحتاج الى الصلاة واللين والوداد والرحمة لهذا كانت حياة هذا الكوكب النير تدور حول قطبين عظيمين قطب الخلوة والتامل والصلاة وقطب العمل وفي كلا القطبين قد بلغ قمة الكمال لانه كان واضعاً نصب عينيه ارادة الله وأوامره التي كانت تدفعه تارةً الى الحرب وتارةً الى السلم تارةً الى العمل وتارةً الى الراحة وعلى هذه الخطة قد تمشى هذا النبي الجسور الكبير مار الياس الحي
ثالثاً / عجائبــــه
الاعجوبة الاولى / ايقافه المطر مدة ثلاث سنين
اظهر ايليا صحة ارساليته من السماء بقداسة حياته وعجائبه ونبوءاته فالاعجوبة الاولى تمت بانحباس المطر بعد ان انذر آحاب الملك بقوله
" حي الرب اله اسرائيل الذي انا واقف امامه انه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الاَ عند قولي فاطاعت السماء قول النبي وانحبس المطر فجاع الناس وماتت البهائم وصار ضيق شديد وفي تلك الضيقة اعتنى الرب بنبيه اذ أمره قائلاً :امض من ههنا شرقاً وتوار عند نهر كريت الذي تجاه الاردن فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان ان تقوتك هناك فمضى وصنع بحسب قول الرب وذهب فاقام عند نهر كريب فكانت الغربان تاتيه بخبز ولحم في الغداة وخبز ولحم في العشي وكان يشرب من النهر وبينما الله يهتم بمعيشة نبيه كان هذا المختار يصرف اوقاته بالصلاة والتامل والامانة شكراً ومحبة الله وتكفيراً عن خطايا الشعب الى ان جف النهر لانحباس المطر عن الارض .
الاعجوبة الثانـــــية / تكثيره الدقيق والزيت
وخاطب الرب ايليا قائلاً : قم وامضي الى صرفت من اعمال صيدون واقم هناك فقد أمرت أرملة بان تقوتك فقام ومضى الى صرفت وصار الى باب المدينة فاذا ارملة تجمع حطباً فدعاها وقال . هاتي لي قليل ماء في اناء لأشرب فتوجهت لتاخذ فناداها وقال هاتي لي كسرة خبز في يديك فقالت حي الرب الهك أنه ليس عندي الا ملء راحة دقيقاً في الجرة ويسيراً من الزيت في القارورة وها انا اجمع عودين من الحطب لادخل واصنعه لي ولابني وناكله ثم نموت فقال لها ايليا لا تخافي ادخلي فاصنعي كما قلت ولكن اصنعي لي من ذلك اولاً قرصاً صغيراً وأتيني به ثم اصنعي لك ولابنك اخيراً فانه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان جرة الدقيق لا تفرغ وقارورة الزيت لا تنقص الى يوم يرسل مطراً على وجه الأرض فمضت وصنعت كما قال ايليا واكلت هي وهو وأهل بيتها اياماً وجرة الدقيق لم تفرغ وقارورة الزيت لم تنقص على حسب كلام الرب الذي تكلم به على لسان ايليا .
الاعجوبة الثالثة / اقامة ابن الأرملة من الموت
وكان بعد هذه الامور ان ابن المراة صاحبة البيت مرض وكان مرضه شديداً جداً حتى لم يبق فيه روح فحملت الصبي وركضت الى ايليا تبكي وتقول ما لي ولك يارجل الله وافيتني لتذكرني بذنوبي وتميت ابني فقال لها اعطيني ابنك واخذه من حضنها واصعده الى العلية التي هو نازل بها واضجعه على سريره وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي لتعد روح هذا الغلام الى جوفه فسمع الرب لصوت ايليا وعادت روح الغلام الى جوفه وعاد حياً فاخذ ايليا الصبي وانزله من العليه الى البيت ودفعه الى أمه وقال ايليا انظري قد عاش ابنك فقالت المرأة لايليا الآن علمت انك رجل الله وان كلام الرب فيك .
الاعجوبة الرابعـــة / اخراجه المياه من الصخر
جبال ثلاثة خالدة مدى الدهر تسلقها نبينا الكبير وعاش فوقها مدة من الزمن . الكرمل . حوريت . طابور . خلدت في بطونها وعلى قممها وفي سمائها عجائبه واعماله وفضائله وصلاته وغيرته ومناجاته لله .
فلقد سما بصلواته لله على تلك الجبال وارتقى بها الى أسمى درجات التامل والكمال مناجياً الهه مشاهداً اياه وسامعاً صوته وقد اقام الميت وفجر الماء من الصخر وانزل النار والامطار بقوة رب الصباؤوت.
ومغاور ثلاثة شهدت صمته وايمانه وغيرته فغدت كنائس ومعابد ومزارات يحج اليها الناس من كل مكان ودين ولسان .
وملوك ثلاثة من عبدة البعل خاصمهم وحطمهم ولحست الكلاب دماءهم واكلت لحومهم .
وانهر ثلاثة كريت وقيشون والاردن شهدت صلاته وبطشه وايمانه وغيرته واديان ثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام آمنت بقدرته فتجسد في تاريخها بنوع غريب وان اخواننا المسلمين يكرمون النبي مار الياس الحي تحت اسم الخضير .وجبل الكرمل هو احد جبال فلسطين يؤلف جزءاً مكتملاً لجبال لبنان في اسفله مدينة حيفا فهو شاهد لاخراج ايليا نبع ماء من صخوره وهذا المعين يحمل اسمه الى اليوم (عين ايليا) كما وان هذا الجبل يحمل ايضاً اسم مار الياس لاسباب عديدة . اولاً لتردده اليه ثانياً لهدمه مذبح البعل لاقامته مذبحاً للأله الحقيقي ثالثاً لانزاله النار من السماء على ذبيحته رابعاً لانزاله الامطار على الارض .
الاعجوبة الخامسة / انزاله النار من السماء على الذبيحة
وبعد ايام كثيرة كان كلام الرب الى ايليا في السنة الثالثة قائلاً .
امض وتراء لآحاب فأتي بمطر على وجه الارض (3 ملوك18. 1)
فتراءى له فلما راى أحاب آيليا قال له أحاب أانت ايليا مقلق اسرائيل ؟فقال له لم اقلق اسرائيل انا بل انت وبيت ابيك بترككم وصايا الرب واقتفائكم البعل والآن وجه واجمع الي كل اسرائيل الى جبل الكرمل وانبياء البعل ال 450 وانبياء عشتروت ال 400 الذين ياكلون على مائدة ايزابل ولما اجتمعوا قال ايليا الى متى تعرجون بين الجانبين ان كان الرب هو الأله فاتبعوه وان كان البعل اياه فاتبعوه فلم يجبه القوم بكلمة فخاطبهم بكل جرات وقال انا الآن وحدي بقيت نبياً للرب وهؤلاء انبياء البعل 450 رجلاً فليؤت لنا بثور فيختاروا لهم ثوراً ثم يقطعوه ويجعلوه على الحطب ولا يضعوا ناراً وانا ايضاً أهيى الثور الآخر واجعله على الحطب ولا اضع ناراً ثم تدعون انتم باسم ألهتكم وانا ادعو باسم الرب والذي يجيب بنار فهو الأله فاجاب جميع الشعب قائلين الكلام حسن فقال ايليا لانبياء البعل اختاروا لكم ثوراً وافعلوا اولاً لانكم كثيرون وادعوا باسم ألهتكم ولكن لا تضعوا ناراً فاخذوا الثور الذي اعطاهم وقربوا ودعوا باسم البعل من الغداة الى الظهر وهم يقولون ايها البعل اجبنا فلم يكن من صوت ولا من مجيب وكانوا يرقصون حول المذبح الذي صنعوا فلما كان الظهر سخر منهم ايليا وقال اصرخوا بصوت اعلى لعله نائم فيستيقظ فكانوا يصرخون بصوت عظيم وتخدشوا على حسب رسمهم بالسيوف والرماح حتى سالت دماؤهم عليهم فلما فات الظهر وهم يتنباون الى ان حان اصعاد التقدمة وليس صوت ولا مجيب ولا مصغ قال ايليا لجميع الشعب ادنوا مني فدنا جميع الشعب منه فرمم مذبح الذي كان قد تهدم واخذ ايليا اثنى عشر حجراً على عدد اسباط بني يعقوب الذي كان كلام اليه قائلاً اسرائيل يكون اسمك وبنة الحجارة مذبحاً على اسم الرب وجعل حول المذبح قناة تسع مكيالين من الحب (المياه) ثم وضع الحطب وقطع الثور وجعله على الحطب وقال املاوا اربع جرار ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب ثم قال ثنوا فثنوا قال ثلثوا فثلثوا فجرى الماء حول المذبح دائراً وامتلات القناة ايضاً ماء فلما حان اصعاد التقدمة تقدم ايليا النبي الحي وقال
أيها الرب اله ابراهيم واسحاق واسرائيل ليعلم اليوم انك اله في اسرائيل واني انا عبدك وبامرك قد فعلت كل هذه الامور استجبني يارب استجبني ليعلم هذا الشعب انك ايها الرب انت الاله وانك رددت قلوبهم الى الوراء فهبطت نار الرب واكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب حتى لحست الماء الذي في القناة فلما راى ذلك جميع الشعب خروا على وجوههم وقالوا الرب هو الاله الرب هو الاله. وقضى عليهم جميعاً
الاعجوبة السادســــة / انزاله الامطار على الارض
بعد هذه المذبحة الفظيعة لكهنة البعل وعشتاروت البالغ عددهم 850 كاهناً التي قام بها النبي بامر الله وبمساعدة الشعب والجيش وبحضور الملك أحاب قال ايليا للملك اصعد كل واشرب فهذا صوت دوى مطر فصعد أحاب ليلكل ويشرب وصعد ايليا الى راس الكرمل وخر الى الارض وجعل وجهه بين ركبتيه وقال لغلامه اصعد وتطلع نحو البحر فصعد وتطلع وقال ما ارى شيئاً فقال له ارجع على سبع مرات فلما كان في السابعة قال ها سحابة صغيرة قدر راحة رجل طالعة من البحر فقال له اصعد وقل لآحاب شد وانزل لئلا يمنعك المطر فبينما كان من هنا الى هنا اذ اربدت السماء بالسحب وهبت الرياح وجاء مطر عظيم فركب أحاب وسار الى يزرعيل وكانت يد الرب مع ايليا فشد متنيه وجرى امام أحاب وهكذا انتعشت الارض وعم الفرح (3 مل 18.41.46) فهذه الاعجوبة كانت مكافاة لايمان ايليا وطاعته وشجاعته الفعالة التي وصفها الروح القدس ووصف صاحبها على لسان القديس يعقوب الرسول هذه الكلمات : ما اعظم قوة صلاة البار الفعالة كان ايليا انساناً قابل الآلام مثلنا وقد صلى الا ينزل المطر فلم ينزل على الارض مدة ثلاث سنين وستة اشهر ثم عاد وصلى فامطرت السماء واخرجت الارض ثمرها كما ان الاعجوبة كانت ايضاً مكافاة لايمان الشعب الذي ترك البعل وعاد الى عبادة الاله الحقيقي وقد عبر عنها حسناً هذه العبارة الخالدة. الرب هو الاله. اما الغيمة او السحابة الطالعة من البحر فقد كانت رمزاً واضحاً لمريم العذراء نجمة البحر التي حملت في احشائها ندى المراحم السماوية فسقت منها ارض النفوس المؤمنة نعماً وافراحاً وقداسة وخلاصاً
هروب النبي ايليا
رغم القوة التي درع الله نبينا الكبير مار الياس الحيَ أي تلك القوة التي اجترح بها العجائب الباهرة والاعمال الجبارة فمنع السماء من المطر واكثر الدقيق والزيت واقام من الموت ابن الارملة وانزل النار والامطار من السماء وقاوم الملوك الاشرار وفتك بكهنة البعل وعشتاروت 850 كاهناً ونبياً فقد داخله الخوف عند تهديد الملكة ايزابيل شانه شان رجال العمل ورجال التاريخ والعظماء الذين هربوا عند طروق ظروف قاهرة من الموت او من السقوط في الرذيلة وهؤلاء البعض منهم يعقوب هرب من اخيه عيسو يوسف اسرائيل هرب من أمرأة فوطيفار موسى هرب من فرعون ملك مصر داود هرب من شاؤل الملك بل من ابنه ابشالوم يوحنا المعمدان هرب الى البرية والرب يسوع المسيح له عظيم الاجلال نفسه هرب الى مصر من وجه هيرودس فلا يجوز لنا والحالة هذه ان نعجب ونتذهل كثيراً من خوف نبينا من الملكة ايزابيل لان الله قد سمح ان يعتري نبيه مثل هذا الخوف اولاً ليلطف من حدته ثانياً ليواضعه لئلا يستكبر ثالثاً ليجذبه اليه للراحة رابعاً ليدرَعه من جديد بالقوة لمواصلة رسالته الشريفة واستئصال عبادة البعل من كل ارض فلسطين اما سبب هروب ايليا الى جبل حوريب فهو لرؤية الله واستشارته عما يلزمه ان يعمل وقد بقي وحده كما كان يظن ولم يكن يدري ان الله قد استبقى لنفسه سبعة آلاف من اسرائيل كل ركبة لم تجث للبعل وكل فم لم يتجه اتليه بقلبه ولكي يبين لنا شديد محبته لله ورغبته بربط رسالته برسالة آبائه ابراهيم واسحاق ويعقوب وموسى هذا الخوف الذي اعتراه قد دفعه الى الهرب واشتهاء الموت فقال : حسبي الآن يارب فخذ نفسي فاني لست خيراً من آبائي . ولشدة حزنه اضطجع ونام فاذا بملاك قد لمسه وقال . قم فكل . فالتفت فاذا عند راسه رغيف مليل وجرة ماء فاكل وشرب ثم عاد واضطجع فعاوده ملاك الرب ثانية ولمسه وقال قم فكل فان الطريق بعيدة امامك فقام واكل وشرب وسار بقوة هذه الاكلة التي هي رمز سر القربان المقدس اربعين يوماً واربعين ليلة الى جبل الله حوريب على هذا الجبل ظهر الله لموسى في وسط العليقة المشتعلة وغير المحترقة التي هي رمز لسيدتنا المقدسة امنا مريم العذراء التي حملت في احشائها شمس الحكمة الالهية وأوحى اليه من داخلها برسالته الشريفةحوريب هو الجبل العجائب جبل الوحي حيث حطت رحال نبينا المبارك الكبير مار الياس الحيَ للحصول على شرائع جديدة توحي بها السماء اليه كما اوحت من قبل الى القائد العظيم موسى النبي . على هذا الجبل وفي قلب المغارة ناداه الله
ما بالك ههنا ياايليا . فقال اني غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد نبذوا عهدك وقوضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف وبقيت انا وحدي وقد طلبوا نفسي لياخذوها فجئت اليك انت يا مخلص الجميــع .فقال اخرج وقف على الجبل امام الرب . فاذا الرب عابر وريح عظيمة وشديدة تصدع الجبال وتحطم الصخور امام الرب ولم يكن الله في الريح وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار وبعد النار صوت نسيم لطيف فلما سمع ايليا ستر وجهه بردائه وخرج فوقف بمدخل المغارة فاذا بصوت اليه يقول ما بالك ههنا ياايليا: فقال اني غرت للرب اله الجنود فقال له الرب امضى فارجع في طريقك . ان الحوادث التي سبقت ظهور الله او مروره بالقرب من ايليا على قمة جبل حوريب هي : الزوبعة الهزة الارضية النار النسيم الخفيف اللطيف هذه الزوبعة هي الحياة هنا الهزة الارضية هي ساعة الموت النار هي نيران جهنم الأبدية النسيم الخفيف هو صوت الله العذب في اليوم الأخير تعالوا يامباركي ابـــي رثوا الملك المعـــدَ لكم منذ انشاء العالـــم
(مت25.34) وان الاعجوبة الاولى التي عملها بعد نزوله من جبل حوريب او الاعجوبة السابعة من عجائبه الباهرة هي انزاله النار من السماء على قائدي الخمسين .
مسح اليشاع
فمضى من هناك فلقي اليشاع بن شافاط وهو يحرث ارضه فمر نحوه ايليا ورمى اليه بردائه فترك الارض والمواشي وركض وراء ايليا وقال له دعني اودع ابي وامي ثم اتبعك فقال له افعل ذلك فرجع من خلفه واخذ زوجين من البقر وذبحهما وقدم للجميع فاكلوا ثم قام ومضى مع ايليا وبعد ان تدرع نبينا الكبير القوة من رب القوة على جبل حوريب عاد الى حقل الجهاد في سبيل الله وحفظ شرائعه واتمام ارادته واوامره واول عمل قام به هو مسحه اليشاع بن شافاط نبياً بدلاً منه كما امره الرب فهذا النبي الجديد لبى الدعوة فودع آباه وأمه وترك كل شيء ومضى مع ايليا وكان يخدمه ان هذه الحياة المثمرة بحوادث حياة ايليا وبهذا الوصف الذي وجهه الروح القدس على لسان الحكيم يشوع سيراخ (1و2.48)وهو مختصر بديع لحياة ابدع وقام ايليا كالنار وتوقد كلامه كالمشعل بعث عليهم الجوع وغيرته ردهم نفراً قليلاً اغلق السماء بكلام الرب وانزل منها ناراً ثلاث مرات ما اعظم مجدك ياايليا بعجائبك ومن له فخر كفخرك انت الذي اقمت ميتاً من الموت ومن الجحيم بكلام العلي واهبطت الملوك الى الهلاك .
انتهــــاء رسالتــــــه
لكل حياة نهاية مهما طالت ومهما كانت مفيدة تلك شريعة ألهية
انك تراب والى الترب تعود .رات عناية الله ان ترفع اليها نبيها العظيم ايليا لا الى حوريب بل الى السماء دون ان يجتاز بعتبة الموت وكان اذ اراد الرب ان يرفع ايليا في العاصفة نحو السماء ان ايليا ذهب مع اليشاع من الجلجال على ان ترسله السماء في أخر الايام ليكون قاصداً سابقاً للمسيح في مجيئه كما كان يوحنا المعمدان في مجيئه الاول ويفوز باكليل الاستشهاد . ان اليشاع لما عرف ان الرب ينقل اليه معلمه من فوق راسه لم يعد يفارقه رغم امر معلمه الصريح اقعد هنا فان الرب قد بعثني الى بيت ايل وفي كل مرة كان يجيب حي الرب وحية نفسك اني لاافارقك وهكذا صار فقد رافق معلمه من الجلجال الى بيت ايل الى اريحا الى الاردن ولما وصلا بجانب الاردن اخذ ايليا رداءه ولفه وضرب المياة فانفلقت الى هنا وهناك وجاز كلاهما على اليبس وهذه هي الاعجوبة الثامنة والاخيرة من عجائب نبينا العظيم مار الياس الحي على سطح الارض فلما عبرا قال ايليا لاليشاع ماذا اصنع لك قبل ان اوخذ منك ؟ فقال اليشاع ليكن لي سهم في روحك قال قد سالت امراً صعباً ولكن ان رايتني عندما اوخذ من عندك يكون لك ذلك والا فلا وفيما كانا سائرين وهما يتحادثان اذا مركبة نارية وخيل نارية قد فصلت بينهما وصعد الحي المبارك في العاصفة نحو السماء واليشاع ينظر وهو يصرخ يا ابي يا مركبة اسرائيل وفرسانه ثم لم يره ايضاً فامسك ثيابه وشقها نصفين ورفع رداء ايليا الذي سقط عليه ورجع ووقف عند شاطىء الاردن واخذ رداء ايليا وضرب المياة فانفلقت الى هنا وهناك وعبر اليشاع .
ايــليا في نظر آباء الشرق والغـــرب
ان ما فاه به فلاسفة العصور وأمراء المنابر في الشرق والغرب في جانب قنبلة السماء على الارض وهدية الارض الى السماء النبي الغيور مار الياس الحي ليزيدنا اعتباراً ومحبة لهذا الكوكب النير نكتفي بذكر اولئك الذين فاقوا الاخرين بما سطرواه عنه فما ابدع ما فاه به امير المنابر الشرقية القديس يوحنا الذهبي الفم في عظتين القاهما في مدينتي القسطنطينية وانطاكية . اني اكلمكم الآن عن ايليا عن هذا النبي الكبير عن ملاك الارض عن رجل السماء الذي كان يتصرف في الامور السماوية وفي عناصر الطبيعة اذ كان على الارض كانه خالقها اني اكلمكم عن هذا الرجل الذي لا تزيد قامته عن المتر والنصف مع ذلك كأني به لا تمس قدماه الارض عن هذا الرجل الذي نقل الى اعلى السماوات وقد كان يتصرف في لجة المياة ولسانه كان ينزل الامطار الغزيرة انه كان مفتاح السماء اني اكلمكم عن هذا الرجل الفقير والغني الجاهل والفيلسوف في وقت واحد الفقير لانه لم يملك من حطام الدنيا الا الرداء العجائبي لهذا كانت السماء تقوته بغربانها وبملائكتها الغني لان لسانه كان يتصرف في الغيوم والامطار والنيران ينزلها نعمة ونقمة .
القديس أفرام السرياني ملفان الكنيســة الجامعــة في مدح النبي العظيم مار الياس الحي . ايليا بصلاته اظهر قوة غريبة صلىً والسماء خضعت له وامتنعت عن انزال الامطار لكنه بصلاته عاد فقطع سلاسلها وفتح ابوابها فانهدر المطر غزيراً صلاته غلبت الموت وخلصت من الجحيم ورفعت اللعنة عن اسرائيل بصلاته انزل النار من السماء ثلاثاً على ذبيحته ايليا هو المثال لمحاربة الشيطان ايليا قد اضطهد ويسوع ايضاً ايليا قد اضطهدته ايزابيل القاتلة ويسوع قد اضطهدته امته اليهودية وقتلته عن جهل منها لرسالته الالهيه لاجل خلاص العالم ايليا قد اوقف السماء عن المطر بسبب خطايا آحاب ويسوع اوقف روح الانبياء وبسبب خطايا الشعب ذبح ايليا مع الشعب والجيش بحضور الملك كهنة البعل وعشتروت واعوانه ايليا اقام من الموت ابن الارملة ويسوع اقام اليعازر شقيق مرتا ومريم ايليا اكثر الدقيق والزيت للارملة والرب يسوع اشبع الالوف من خمس خبزات وسمكتين ايليا صعد الى السماء على اكتاف الملائكة ايليا ترك روحه ورداءه الى تلميذه اليشاع ويسوع استودع روحه وانجيله وصليبه رسله القديسين ايليا سياتي الى هذا العالم ويحارب المسيح الدجال ويموت شهيداً ويسوع سياتي ايضاً ليدين الاحياء والاموات
تكريـــم النبي الجسور مار الياس الحي في الشرق والغرب
منذ فجر الدين المسيحي بدأ الشرق يكرم قديسيه وشهداءه وبعض قديسي وانبياء وشهداء العهد القديم كملاخيا وارميا واشعيا وعاموص وداود واليشاع وسوسنه الاسرائلية والفتية الثلاثة والشهداء المكابيين وامهم صالومي اما تكريمه لنبينا الكبير مار الياس الحى فهو فوق الوصف قفد شيد له الكنائس والمعابد والمزارات واقام له المذابح والف له الصلوات والمدائح ووضع له التساعيات والاناشيد وقدم له البخور والنذور وراح يلتجى اليه كل انسان في ضيقاته ويحلف باسمه ويلتمس من ربه بواسطة شفاعته النعم الروحية والجسدية ولما كان الشعب المكرم له يشعر بعطفه عليه واستجابة صلواته ونذوره وتحقيق آماله ومطالبه كان يزداد يوماً بعد يوم غيرة واندفاعاً ومحبة وتكريماً وتعلقاً بنبيه الكبير مار الياس الحى ان الكنيسة الشرقية اجمعت على تكريم النبي الحي يشهد على ذلك اقوال الآباء والكنائس العديدة المشيدة على اسمه وصوره المرسومة على جدران الكنائس وايقوناته والزياحات والاناشيد والصلوات المؤلفة لأجل تكريمه وان لم يجمعوا على توحيد يوم عيد هذا النبي المدافع عن البارفمينايون السريان القديم (روزنامة او سنكسار) يعيَن يوم عيده 3 نيسان بينما مينايون القبط العرب يعيَد له في اول ايلول اما كتاب الطقوس الجيورجي في اورشليم وهو من الجيل الحادي عشر فيعين 4 تشرين الثاني يوم اعطاء الشهادة بيوحنا المعمدان وفي الوقت نفسه يقع عيد الملاكين ميخائيل وجبرائيل والنسطوريون يعينون في روزنامتهم منذ فجر الجيل السابع سبعة آحاد يقع الاحد الثالث منها في 13 ايلول وبقية الاحاد تقع بعد العيد اما الارمن فعندهم في طقوسهم صوم مار ايليا يبداون به اثنين العنصرة ويعيدون له في بعض الامكنة الاحد الذي يليه وان رهبان الكرمل كانوا يحتفلون بعيده تارة في 27 أيار وتارة في 17 و23 حزيران واخرى في 19 تموز ومنذ فجر الجيل السادس عشر استقر عيد مار الياس الحي المبارك في 20 تموز من كل سنة اما الموارنة فبداوا يعيدون له في 20 تموز منذ الجيل السابع عشر واليهم ينسب اعطاء لقب الحــــــي الى نبينا الخالد الذكر مار الياس الجسور حسب تاكيد الرب يسوع المسيح له الاجلال والاحترام لقب حي يطلق على جميع الابرار لأن الله اله الأحياء وليس اله الأموات.
الالــــقاب التي كرم بها هذا الكوكب النير
الالقاب التي وصف بها الكتاب المقدس وآباء الشرق والغرب هذا الكوكب هي . مار الياس الحي. النبي الكبير. النبيى الحي. النبي المخيف. النبي الجسور. ايليا الرعد. ايليا الشهيــد. الآله الشمس. المحامي العنيد عن حقوق الله. العملاق. الأتون الملتهب. الأسد المجروح. المرأة النقية للارادة الالهية بالفعل. المؤسس الاول للرهبنات.الخضيـــر. امير الانبياء. الصاعقة الصاخبة. النار الآكلة. القوة الساحقة.الغيرة التي لاتقاوم. المثال السامي للكمال الروحي. المدافع عن البار. الصديق السريع الى المساعدة . الجبار المجاهد في سبيل الله. المحارب تحت راية الله.المحسن الى الفقراء. رجل النهاية.سيف الله القاطع. الشفيع الحي شيخ بنضارة الشباب. عصور السماء مرأة الفضائل. مصلح الشعب ملاك ارضي. مرشد الكنيسة المنعم عليه وسط الحياة الالهـــــية.
وان كلمة ايليا تنقسم الى ثلاثة اقسام:
إيـــل: اللـــه
ي:العـــائــد لــي
يــه: نصف كلمة يهوه التي لا تلفظ كاملة احتراماً وجلا لاً
إ يـــليـيه: أي الهي يهوه هو الاله الحقيقي
{ صــلاة لمار اليــاس الحــــــي }
السلام عليك يامار الياس الحي يانبي الله العلي وصاحب الايمان القوي والغيرة الالهية والسيرة الملائكية انت كاروز الحق قد دحضت الزور ووبخت صانعي الشرور وقرنت الغيرة المتقدة بالحب المضطرم ففتكت بكهنة باعال واهطلت الامطار بعد انحباسها بصلواتك فنسالك متضرعين ان تجعنا مستظلين وبسنائك مستنرين واذ نلتمس منك المعونة والشفاعة نلتجى اليك قائلــين : نجنا من الشدائد والمصائب والشرور ومن فخاف الاعداء المنظورين وغير المنظورين رد عنا الضربت وابعد الامراض والاوبئة والقحط والغلاء وادفع عنا وثبات الخيالات الريئة والافراح الشريرة وكن لنا حافظاً ومنجياً ومساعداً في كل ساعة من حياتنا
آميـــــــــن
ألمـجد للآب والأبن والروح القــدس
الآن وكل آوان والى ابد الذهور
تم بنعـــمة الرب
خادم الرب / الشماس أوديشو عمانوئيل الشماس يوخنًا
كنيـــسة المشرق الآشوريــــــــه الجاثليقيًـــــــــه المقدســــــه
Shamasha. odisho[/b]@ gmail.com
» ترنيمة رائعة للقديسة مريم شفيعتنا
» من هم القديسان بطرس وبولس ..
» سر الاعتراف
» اسفار ابوكريـفــــــــــــــــــا ..؟؟؟؟ وموقف الكنائس منها .... ؟؟؟
» كيف تتخلص من ألغيرة وألشك ...!!!
» عيد التجلي على جبل الطابور
» إن كان الله معنا فمن علينا .....!!!
» اليوم حين رأيت حبات الخردل .... اعتراني الخجل ...!
» ألقلب ألمجروح ...!!!
» كيف تتخلص من القلق النفسي ...!!! القلق يعرف القلق على أنه الحالة النفسية التي تصيب الإنسان، نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر الإدراكية والجسدية والسلوكية، وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه، ولا يمكن للإ
» كيف تكتسب الثقة بالنفس ؟
» ما هو سر عيد الفصح المقدس ورتبة غسل أرجل التلاميذ
» (أحد الشعانين)
» سر قوة ألصــلاة
» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15).
» {شهادة ألسيد المسيح للأسفار المقدسة} ألجزء ألثاني
» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة"
» على اي اساس حددتوا موعد الصيام وهل المسيح حدد لنا مواعيد الصيام
» ماهو قانون القديس أندراوس الكريتي؟؟؟؟
» طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار،
» في عيد الحب ... يسوع هو الحب.
» الى ماذا ترمز اشارة السمكة في المسيحية
» الحكمة من الانوار
» كل عام وانتم بخير 2017
» تهنئة الى ادارة الموقع والمشاركين
» المجوس والرعاة ما قصتهم
» استشهاد القديس يعقوب الفارسي المقطع.
» +لماذا نأكل القمح المسلوق في عيد البربارة ؟؟؟؟
» تـذكـار تـكـريـس كـنـيـسـة الـشـهـيـد الــعــظــيـم مـــار جـــرجـــس بــالــلــد