في الصوم فضيلة الصمت
هي من الفضائل التي يمكن أن نتدرب عليها خلال الصوم المقدس .
فنحن متفقين على صوم اللسان والحواس قبل صوم باقي الجسد فاللسان مرآة القلب ومن القلب تخرج المشاعر الحب والكره والحقد وغيرها ففضيلة الصمت تُهذب اللسان ويمكن أن لا يصبح مرآة للقلب وما في القلب يموت إن صلينا لتموت فينا جميع الأحاسيس غير المرغوبة يحل روح الرب الروح القدس ذو الفاعلية العظمى في التنقية الداخلية إلى التمام .
ونجد فضيلة الصمت كثيرا في الكتاب المقدس فأبونا إبراهيم كان صامتا ويا ليتنا نتأمل حياته في سفر التكوين ونلاحظ كيف كان صامتا .
حتى في اللحظات القاسية التي مرت به وهو ينفذ أمر الرب الذي أمره بتقديم ابن شيخوخته إسحق كمحرقة كان صامتا لم يتكلم وليس أمام وجهه غير هدف واحد وهو تنفيذ أمر الرب هل نستطيع أن نتأمل كيف كانت المشاعر تتلاطم في بحر قلبه أثناء الطريق ؟ لكنه استمر ماشيا وصامتا حتى وعندما سأله إسحق عن ذبيحة المحرقة أجابه جوابا مقتضبا الله يدبر الذبيحة وفي النهاية نال البركة والنعمة من لدن الرب وعاد بابنه سالما .
وفي مصر نرى يوسف العفيف يصمت على مكر إخوته وبيعهم له بمنتهى القسوة كعبد للمصريين صمت ولم يتكلم وفي بيت سيده فوطيفار دبر جميع الأمور بحكمة وصمت حتى أُعجب به الجميع وأحبته زوجة سيده حبا لا يوصف لدرجة أنها راودته ليمارس الحرام وأجاب الإجابة الشهيرة ( كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطي إلى الله ) . اتهمته زورا وبهتانا اتهاما مخلوطا بالكذب الشنيع ولم يدافع عن نفسه وتم سجنه ظلما لسنوات وسنوات ونسيه الناس في السجن وكان صامتا لم يصرخ من قسوة الظلم وشريعة الظالمين .
وتمت مكافأة يوسف على صبره وصمته لأنه كان صبرا مقدسا بل وصمتا مقدسا وأصبح عظيم مصر بعد فرعون يتحكم في غذاء العالم حوله وأصبح السيد المُطاع بلا منازع ورد الرب له كرامته كرامات في عيون فرعون والمصريين بل وإخوته وأهله جميعا .
ونرى صمت الكهنة الذين ذبحهم شاول الملك في العهد القديم لأنهم أضافوا داود وأعطوه خبزا صمتوا ولم يقاوموا .
وفي العهد الجديد نرى يوحنا المعمدان لم يسكت عمن سأله النعمة وكان كالأسد الزائر في البرية وعندما قبض عليه هيرودس لم يدافع عن نفسه بل صمت بعد أن أعلن حق الشريعة ( لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك ) صمت ولم يدافع عن نفسه ويرفع دعواه أمام قيصر كان صمتا مقدسا فاستحق لقبا عظيما من لدن المسيح له المجد ( لم تلد النساء أعظم من يوحنا المعمدان )
ونرى أمنا الدائمة البتولية مريم أم الرب وأم الكنيسة المقدسة تصمت وتتفكر في قلبها في حوادث الميلاد وطفولة يسوع ولو تكلمت لتم تسجيل الكتب التي يصعب حصرها لكنها اقتنت فضيلة الصمت المقدس فاقتنت كنزا ثمينا استحقت أن ينقلها ابنها وإلهها بالنفس والجسد نحو السماء .
وأعظم الصامتين كان رب المجد يسوع المسيح الله الظاهر بالجسد سار طريق المحاكمات الهزلية وطريق الآلام وثقل الصليب وعاره صامتا كما أورد أشعيا عنه أصحاح 53 لم يدافع عن نفسه وكان يمكن أن يفنيهم بكلمة أو حتى إشارة من يده أو نظرة من عينه لكنه صمت كشاة تساق إلى الذبح لم يفتح فاه .
وبعد .
هل أدركنا فضيلة الصمت المقدس وبركاته العظيمة ؟
لنحاول سوية تدريب أنفسنا خلال هذا الصوم المقدس على أن نتدرب عليها رويدا رويدا وفي فترة الصمت لنردد بعض الصلوات القصيرة مرة تلو المرة أو نتأمل في مشهد من الكتاب المقدس أو بعد قداس الأحد لا نكثر من الكلام خصوصا إن تناولنا جسد الرب ودمه الكريمين .
فإن تدربنا وأتقنا هذه الفضيلة فقد نلنا في هذا الصوم بركة عظيمة تسير معنا حتى خارج الصوم ونوال فرح القيامة المقدسة والنعمة مع جميعكم . آمين
هي من الفضائل التي يمكن أن نتدرب عليها خلال الصوم المقدس .
فنحن متفقين على صوم اللسان والحواس قبل صوم باقي الجسد فاللسان مرآة القلب ومن القلب تخرج المشاعر الحب والكره والحقد وغيرها ففضيلة الصمت تُهذب اللسان ويمكن أن لا يصبح مرآة للقلب وما في القلب يموت إن صلينا لتموت فينا جميع الأحاسيس غير المرغوبة يحل روح الرب الروح القدس ذو الفاعلية العظمى في التنقية الداخلية إلى التمام .
ونجد فضيلة الصمت كثيرا في الكتاب المقدس فأبونا إبراهيم كان صامتا ويا ليتنا نتأمل حياته في سفر التكوين ونلاحظ كيف كان صامتا .
حتى في اللحظات القاسية التي مرت به وهو ينفذ أمر الرب الذي أمره بتقديم ابن شيخوخته إسحق كمحرقة كان صامتا لم يتكلم وليس أمام وجهه غير هدف واحد وهو تنفيذ أمر الرب هل نستطيع أن نتأمل كيف كانت المشاعر تتلاطم في بحر قلبه أثناء الطريق ؟ لكنه استمر ماشيا وصامتا حتى وعندما سأله إسحق عن ذبيحة المحرقة أجابه جوابا مقتضبا الله يدبر الذبيحة وفي النهاية نال البركة والنعمة من لدن الرب وعاد بابنه سالما .
وفي مصر نرى يوسف العفيف يصمت على مكر إخوته وبيعهم له بمنتهى القسوة كعبد للمصريين صمت ولم يتكلم وفي بيت سيده فوطيفار دبر جميع الأمور بحكمة وصمت حتى أُعجب به الجميع وأحبته زوجة سيده حبا لا يوصف لدرجة أنها راودته ليمارس الحرام وأجاب الإجابة الشهيرة ( كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطي إلى الله ) . اتهمته زورا وبهتانا اتهاما مخلوطا بالكذب الشنيع ولم يدافع عن نفسه وتم سجنه ظلما لسنوات وسنوات ونسيه الناس في السجن وكان صامتا لم يصرخ من قسوة الظلم وشريعة الظالمين .
وتمت مكافأة يوسف على صبره وصمته لأنه كان صبرا مقدسا بل وصمتا مقدسا وأصبح عظيم مصر بعد فرعون يتحكم في غذاء العالم حوله وأصبح السيد المُطاع بلا منازع ورد الرب له كرامته كرامات في عيون فرعون والمصريين بل وإخوته وأهله جميعا .
ونرى صمت الكهنة الذين ذبحهم شاول الملك في العهد القديم لأنهم أضافوا داود وأعطوه خبزا صمتوا ولم يقاوموا .
وفي العهد الجديد نرى يوحنا المعمدان لم يسكت عمن سأله النعمة وكان كالأسد الزائر في البرية وعندما قبض عليه هيرودس لم يدافع عن نفسه بل صمت بعد أن أعلن حق الشريعة ( لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك ) صمت ولم يدافع عن نفسه ويرفع دعواه أمام قيصر كان صمتا مقدسا فاستحق لقبا عظيما من لدن المسيح له المجد ( لم تلد النساء أعظم من يوحنا المعمدان )
ونرى أمنا الدائمة البتولية مريم أم الرب وأم الكنيسة المقدسة تصمت وتتفكر في قلبها في حوادث الميلاد وطفولة يسوع ولو تكلمت لتم تسجيل الكتب التي يصعب حصرها لكنها اقتنت فضيلة الصمت المقدس فاقتنت كنزا ثمينا استحقت أن ينقلها ابنها وإلهها بالنفس والجسد نحو السماء .
وأعظم الصامتين كان رب المجد يسوع المسيح الله الظاهر بالجسد سار طريق المحاكمات الهزلية وطريق الآلام وثقل الصليب وعاره صامتا كما أورد أشعيا عنه أصحاح 53 لم يدافع عن نفسه وكان يمكن أن يفنيهم بكلمة أو حتى إشارة من يده أو نظرة من عينه لكنه صمت كشاة تساق إلى الذبح لم يفتح فاه .
وبعد .
هل أدركنا فضيلة الصمت المقدس وبركاته العظيمة ؟
لنحاول سوية تدريب أنفسنا خلال هذا الصوم المقدس على أن نتدرب عليها رويدا رويدا وفي فترة الصمت لنردد بعض الصلوات القصيرة مرة تلو المرة أو نتأمل في مشهد من الكتاب المقدس أو بعد قداس الأحد لا نكثر من الكلام خصوصا إن تناولنا جسد الرب ودمه الكريمين .
فإن تدربنا وأتقنا هذه الفضيلة فقد نلنا في هذا الصوم بركة عظيمة تسير معنا حتى خارج الصوم ونوال فرح القيامة المقدسة والنعمة مع جميعكم . آمين
الأربعاء يناير 10, 2024 7:59 pm من طرف odisho youkhanna
» ترنيمة رائعة للقديسة مريم شفيعتنا
الأربعاء يناير 10, 2024 7:57 pm من طرف odisho youkhanna
» من هم القديسان بطرس وبولس ..
الإثنين نوفمبر 06, 2023 10:40 am من طرف odisho youkhanna
» سر الاعتراف
الخميس فبراير 16, 2023 6:37 am من طرف odisho youkhanna
» اسفار ابوكريـفــــــــــــــــــا ..؟؟؟؟ وموقف الكنائس منها .... ؟؟؟
الجمعة يناير 27, 2023 6:38 am من طرف odisho youkhanna
» كيف تتخلص من ألغيرة وألشك ...!!!
السبت سبتمبر 10, 2022 8:56 am من طرف odisho youkhanna
» عيد التجلي على جبل الطابور
الجمعة سبتمبر 09, 2022 9:03 am من طرف odisho youkhanna
» إن كان الله معنا فمن علينا .....!!!
الجمعة أغسطس 14, 2020 5:08 pm من طرف odisho youkhanna
» اليوم حين رأيت حبات الخردل .... اعتراني الخجل ...!
الجمعة يوليو 31, 2020 5:56 am من طرف odisho youkhanna
» ألقلب ألمجروح ...!!!
الأربعاء يوليو 25, 2018 6:58 pm من طرف odisho youkhanna
» كيف تتخلص من القلق النفسي ...!!! القلق يعرف القلق على أنه الحالة النفسية التي تصيب الإنسان، نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر الإدراكية والجسدية والسلوكية، وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه، ولا يمكن للإ
الخميس يونيو 14, 2018 2:38 pm من طرف odisho youkhanna
» كيف تكتسب الثقة بالنفس ؟
الثلاثاء يونيو 05, 2018 6:01 pm من طرف odisho youkhanna
» ما هو سر عيد الفصح المقدس ورتبة غسل أرجل التلاميذ
الخميس أبريل 13, 2017 12:01 pm من طرف odisho youkhanna
» (أحد الشعانين)
الجمعة أبريل 07, 2017 3:19 pm من طرف odisho youkhanna
» سر قوة ألصــلاة
الجمعة مارس 31, 2017 2:22 pm من طرف odisho youkhanna
» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15).
الإثنين مارس 13, 2017 2:03 pm من طرف odisho youkhanna
» {شهادة ألسيد المسيح للأسفار المقدسة} ألجزء ألثاني
السبت مارس 11, 2017 7:18 pm من طرف odisho youkhanna
» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة"
السبت مارس 11, 2017 5:13 pm من طرف odisho youkhanna
» على اي اساس حددتوا موعد الصيام وهل المسيح حدد لنا مواعيد الصيام
الأربعاء مارس 01, 2017 7:21 am من طرف odisho youkhanna
» ماهو قانون القديس أندراوس الكريتي؟؟؟؟
الأربعاء مارس 01, 2017 5:55 am من طرف odisho youkhanna
» طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار،
الثلاثاء فبراير 21, 2017 6:32 pm من طرف odisho youkhanna
» في عيد الحب ... يسوع هو الحب.
الثلاثاء فبراير 14, 2017 6:39 am من طرف odisho youkhanna
» الى ماذا ترمز اشارة السمكة في المسيحية
الثلاثاء يناير 17, 2017 7:09 am من طرف odisho youkhanna
» الحكمة من الانوار
الجمعة يناير 13, 2017 5:39 pm من طرف odisho youkhanna
» كل عام وانتم بخير 2017
الأحد يناير 01, 2017 6:32 am من طرف odisho youkhanna
» تهنئة الى ادارة الموقع والمشاركين
الأحد ديسمبر 25, 2016 5:33 pm من طرف odisho youkhanna
» المجوس والرعاة ما قصتهم
الأربعاء ديسمبر 21, 2016 1:36 pm من طرف odisho youkhanna
» استشهاد القديس يعقوب الفارسي المقطع.
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 8:04 am من طرف odisho youkhanna
» +لماذا نأكل القمح المسلوق في عيد البربارة ؟؟؟؟
السبت ديسمبر 03, 2016 2:39 pm من طرف odisho youkhanna
» تـذكـار تـكـريـس كـنـيـسـة الـشـهـيـد الــعــظــيـم مـــار جـــرجـــس بــالــلــد
الأربعاء نوفمبر 16, 2016 6:29 am من طرف odisho youkhanna