مجرد حماقة
يبدو أن الحماقة الكبرى التي ارتكبها في حياته أنه أحب امرأة .!! لم يكتشف خطورة ذلك الأمر إلا بعد مضي سنوات , كان قد وهب لفتاته خلالها حبه وعمره وإخلاصه ...!
تبريرهم
عندما حان الأوان طلب من والديه الذهاب ليطلبوا له يد الفتاة التي أحبها واختارها شريكة لحياته , على أن يخطبها لسنتين أو أكثر ريثما تتحسن أوضاعه وينهي أقساط المنزل الذي اشتراه , فلم يمانع والداه بل سرّوا لهذا الطلب المهذب .
خطبوا له فتاته , وعندما وافق أهلها موافقة مبدئية ريثما يتأكدو عنه كاد يطير من فرحه , فهي المرة الأولى التي توافقه الحياة بأمر يريده .
شابنا هذا لم يكن فقيرا لكنه لم يكن غنيا جدا في نفس الوقت .
وبعد يومين من الخطوبة المباركة فاجأه أهل خطيبته بفسخهم لموافـقـتهم . قالوا له أن الفتاة قد تقدم لها أحد أقربائها وهم يخشون من حصول المشاكل إن فضّـلوا الغريب على القريب !!!
كاد الخبر يمزق له اتزانه و يفقده سيطرته على نفسه , لكنه وبصعوبة بالغة عاد لرشده وخاطب نفسه قائلا : " أي قانون جائر هو هذا الذي يتبعه أولائك الأشخاص ؟؟؟؟؟ "
لكن تبين له فيما بعد أن سبب فسخ الخطوبة لم يكن كما قالوا , بل أن أهلها الفقراء يبحثون لوحيدتهم عن شاب فاحش الثراء أو عن غني يملأهم زيفا ونفاقا. فذهب حبه لها ضحية التخلف والعادات القذرة .
أمام المرآة
لم تكن لديه الشجاعة الكافية لأن يصرخ بأعلى صوته أمام كل الناس و يقول لها " أحبك " ولا حتى أمامها , فيبدو أنها ليست له . كان يقول لها أحبك بأعلى صوته وبطريقة عنفوانية لكن ... أمام المرآة فقط !!!
ظل هكذا طيلة أشهر , تمر بجانبه فيحوّل عنها نظره إلى جهة أخرى من الطريق و أحيانا ينظر بعيدا عنها أو يلهي نفسه بشيء ما , بينما هي تنظر إليه بملء عينيها و تخاطبه بنظرتها الأنثوية الحنونة الدافئة : " ليتني أستطيع عمل شيء لك , لكن ما باليد حيلة يا .... " .و تتابع السير. وما إن تبتعد قليلا حتى يدركها بعينيه آسفا حزينا عاجزا حتى عن البوح لها بأي شيء . يتأمل الفتاة التي كادت تكون شريكة سريره . ينظر إليها بإمعان من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها . ينتظر أن تسعفه الأقدار بتخلي أهلها عن تعصبهم ذاك أو بتحسن أوضاعه بشكل مفاجأ لكن يبدو أن أحد الأمرين صعب أو مستحيل الحصول . ظلت العلاقة بينهما على هذا الشكل فترة جيدة حتى أنها باتت تظن أنه يكرهها ولم يعد يحبها .
المشهد الأخير
لكن في الحقيقة , كان الحب من كلا الطرفين ولكن لم تبلغ عنده الجرأة لأن يعترف لها بأنها ما زالت هواه و محج تفكيره , فتزوجت ما إن دق باب قلبها رجل آخر للتخلص من حبها له , وعندما عرف بنبأ زفافها انفكت عقدة لسانه و صرخ بأعلى صوته أحبك .. أحبك .. أحبك ..... لكن بعد فوات الأوان .! و مع الصرخة الأخيرة انطلق ليهديها آخر نظرة سوف ينظرها لها . وقف بمكان ليس بقريب لكنه كاف للانتباه , نظرت للوراء وهي تضع قدمها في السيارة المخملية بجانب زوجها المزفوفة إليه فوجدت حبيبها الأول و عاشقها الحقيقي , يقول لها بعينيه اللتان تترقرقان بدمعة ذكورية نادرة النزول :
" أقسم لك أني سأبقى مخلصا لحبك و سأحرّم على نفسي النساء بعدك . أحبك يا أميرتي .... و لتهنئي بحياتك الجديدة . الوداع ... "
فأجابته بنظرة مماثلة عنت فيها :
" سأظل أذكرك ما حييت . وأعدك بأني سأنفذ لك طلبك , بأن أكون مخلصة لزوجي الذي سأنجب منه ابني , و الذي سيحمل اسمك .!!! لطالما أحببتك .... أتمنى لك الخير. الوداع ... " .
عندها ركبت السيارة وهي تبكي و الدموع تبلل خديها ...؟
أما هو فقد اعتزل الدنيا بأسرها و اعتكف في غرفته متخذا قلمه و وريقات لديه رفقة يعينونه على إمضاء ما تبقى من أيام حياته التعسة ,
منتظرا , حتفه الموعود ..........
يبدو أن الحماقة الكبرى التي ارتكبها في حياته أنه أحب امرأة .!! لم يكتشف خطورة ذلك الأمر إلا بعد مضي سنوات , كان قد وهب لفتاته خلالها حبه وعمره وإخلاصه ...!
تبريرهم
عندما حان الأوان طلب من والديه الذهاب ليطلبوا له يد الفتاة التي أحبها واختارها شريكة لحياته , على أن يخطبها لسنتين أو أكثر ريثما تتحسن أوضاعه وينهي أقساط المنزل الذي اشتراه , فلم يمانع والداه بل سرّوا لهذا الطلب المهذب .
خطبوا له فتاته , وعندما وافق أهلها موافقة مبدئية ريثما يتأكدو عنه كاد يطير من فرحه , فهي المرة الأولى التي توافقه الحياة بأمر يريده .
شابنا هذا لم يكن فقيرا لكنه لم يكن غنيا جدا في نفس الوقت .
وبعد يومين من الخطوبة المباركة فاجأه أهل خطيبته بفسخهم لموافـقـتهم . قالوا له أن الفتاة قد تقدم لها أحد أقربائها وهم يخشون من حصول المشاكل إن فضّـلوا الغريب على القريب !!!
كاد الخبر يمزق له اتزانه و يفقده سيطرته على نفسه , لكنه وبصعوبة بالغة عاد لرشده وخاطب نفسه قائلا : " أي قانون جائر هو هذا الذي يتبعه أولائك الأشخاص ؟؟؟؟؟ "
لكن تبين له فيما بعد أن سبب فسخ الخطوبة لم يكن كما قالوا , بل أن أهلها الفقراء يبحثون لوحيدتهم عن شاب فاحش الثراء أو عن غني يملأهم زيفا ونفاقا. فذهب حبه لها ضحية التخلف والعادات القذرة .
أمام المرآة
لم تكن لديه الشجاعة الكافية لأن يصرخ بأعلى صوته أمام كل الناس و يقول لها " أحبك " ولا حتى أمامها , فيبدو أنها ليست له . كان يقول لها أحبك بأعلى صوته وبطريقة عنفوانية لكن ... أمام المرآة فقط !!!
ظل هكذا طيلة أشهر , تمر بجانبه فيحوّل عنها نظره إلى جهة أخرى من الطريق و أحيانا ينظر بعيدا عنها أو يلهي نفسه بشيء ما , بينما هي تنظر إليه بملء عينيها و تخاطبه بنظرتها الأنثوية الحنونة الدافئة : " ليتني أستطيع عمل شيء لك , لكن ما باليد حيلة يا .... " .و تتابع السير. وما إن تبتعد قليلا حتى يدركها بعينيه آسفا حزينا عاجزا حتى عن البوح لها بأي شيء . يتأمل الفتاة التي كادت تكون شريكة سريره . ينظر إليها بإمعان من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها . ينتظر أن تسعفه الأقدار بتخلي أهلها عن تعصبهم ذاك أو بتحسن أوضاعه بشكل مفاجأ لكن يبدو أن أحد الأمرين صعب أو مستحيل الحصول . ظلت العلاقة بينهما على هذا الشكل فترة جيدة حتى أنها باتت تظن أنه يكرهها ولم يعد يحبها .
المشهد الأخير
لكن في الحقيقة , كان الحب من كلا الطرفين ولكن لم تبلغ عنده الجرأة لأن يعترف لها بأنها ما زالت هواه و محج تفكيره , فتزوجت ما إن دق باب قلبها رجل آخر للتخلص من حبها له , وعندما عرف بنبأ زفافها انفكت عقدة لسانه و صرخ بأعلى صوته أحبك .. أحبك .. أحبك ..... لكن بعد فوات الأوان .! و مع الصرخة الأخيرة انطلق ليهديها آخر نظرة سوف ينظرها لها . وقف بمكان ليس بقريب لكنه كاف للانتباه , نظرت للوراء وهي تضع قدمها في السيارة المخملية بجانب زوجها المزفوفة إليه فوجدت حبيبها الأول و عاشقها الحقيقي , يقول لها بعينيه اللتان تترقرقان بدمعة ذكورية نادرة النزول :
" أقسم لك أني سأبقى مخلصا لحبك و سأحرّم على نفسي النساء بعدك . أحبك يا أميرتي .... و لتهنئي بحياتك الجديدة . الوداع ... "
فأجابته بنظرة مماثلة عنت فيها :
" سأظل أذكرك ما حييت . وأعدك بأني سأنفذ لك طلبك , بأن أكون مخلصة لزوجي الذي سأنجب منه ابني , و الذي سيحمل اسمك .!!! لطالما أحببتك .... أتمنى لك الخير. الوداع ... " .
عندها ركبت السيارة وهي تبكي و الدموع تبلل خديها ...؟
أما هو فقد اعتزل الدنيا بأسرها و اعتكف في غرفته متخذا قلمه و وريقات لديه رفقة يعينونه على إمضاء ما تبقى من أيام حياته التعسة ,
منتظرا , حتفه الموعود ..........
الأربعاء يناير 10, 2024 7:59 pm من طرف odisho youkhanna
» ترنيمة رائعة للقديسة مريم شفيعتنا
الأربعاء يناير 10, 2024 7:57 pm من طرف odisho youkhanna
» من هم القديسان بطرس وبولس ..
الإثنين نوفمبر 06, 2023 10:40 am من طرف odisho youkhanna
» سر الاعتراف
الخميس فبراير 16, 2023 6:37 am من طرف odisho youkhanna
» اسفار ابوكريـفــــــــــــــــــا ..؟؟؟؟ وموقف الكنائس منها .... ؟؟؟
الجمعة يناير 27, 2023 6:38 am من طرف odisho youkhanna
» كيف تتخلص من ألغيرة وألشك ...!!!
السبت سبتمبر 10, 2022 8:56 am من طرف odisho youkhanna
» عيد التجلي على جبل الطابور
الجمعة سبتمبر 09, 2022 9:03 am من طرف odisho youkhanna
» إن كان الله معنا فمن علينا .....!!!
الجمعة أغسطس 14, 2020 5:08 pm من طرف odisho youkhanna
» اليوم حين رأيت حبات الخردل .... اعتراني الخجل ...!
الجمعة يوليو 31, 2020 5:56 am من طرف odisho youkhanna
» ألقلب ألمجروح ...!!!
الأربعاء يوليو 25, 2018 6:58 pm من طرف odisho youkhanna
» كيف تتخلص من القلق النفسي ...!!! القلق يعرف القلق على أنه الحالة النفسية التي تصيب الإنسان، نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر الإدراكية والجسدية والسلوكية، وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه، ولا يمكن للإ
الخميس يونيو 14, 2018 2:38 pm من طرف odisho youkhanna
» كيف تكتسب الثقة بالنفس ؟
الثلاثاء يونيو 05, 2018 6:01 pm من طرف odisho youkhanna
» ما هو سر عيد الفصح المقدس ورتبة غسل أرجل التلاميذ
الخميس أبريل 13, 2017 12:01 pm من طرف odisho youkhanna
» (أحد الشعانين)
الجمعة أبريل 07, 2017 3:19 pm من طرف odisho youkhanna
» سر قوة ألصــلاة
الجمعة مارس 31, 2017 2:22 pm من طرف odisho youkhanna
» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15).
الإثنين مارس 13, 2017 2:03 pm من طرف odisho youkhanna
» {شهادة ألسيد المسيح للأسفار المقدسة} ألجزء ألثاني
السبت مارس 11, 2017 7:18 pm من طرف odisho youkhanna
» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة"
السبت مارس 11, 2017 5:13 pm من طرف odisho youkhanna
» على اي اساس حددتوا موعد الصيام وهل المسيح حدد لنا مواعيد الصيام
الأربعاء مارس 01, 2017 7:21 am من طرف odisho youkhanna
» ماهو قانون القديس أندراوس الكريتي؟؟؟؟
الأربعاء مارس 01, 2017 5:55 am من طرف odisho youkhanna
» طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار،
الثلاثاء فبراير 21, 2017 6:32 pm من طرف odisho youkhanna
» في عيد الحب ... يسوع هو الحب.
الثلاثاء فبراير 14, 2017 6:39 am من طرف odisho youkhanna
» الى ماذا ترمز اشارة السمكة في المسيحية
الثلاثاء يناير 17, 2017 7:09 am من طرف odisho youkhanna
» الحكمة من الانوار
الجمعة يناير 13, 2017 5:39 pm من طرف odisho youkhanna
» كل عام وانتم بخير 2017
الأحد يناير 01, 2017 6:32 am من طرف odisho youkhanna
» تهنئة الى ادارة الموقع والمشاركين
الأحد ديسمبر 25, 2016 5:33 pm من طرف odisho youkhanna
» المجوس والرعاة ما قصتهم
الأربعاء ديسمبر 21, 2016 1:36 pm من طرف odisho youkhanna
» استشهاد القديس يعقوب الفارسي المقطع.
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 8:04 am من طرف odisho youkhanna
» +لماذا نأكل القمح المسلوق في عيد البربارة ؟؟؟؟
السبت ديسمبر 03, 2016 2:39 pm من طرف odisho youkhanna
» تـذكـار تـكـريـس كـنـيـسـة الـشـهـيـد الــعــظــيـم مـــار جـــرجـــس بــالــلــد
الأربعاء نوفمبر 16, 2016 6:29 am من طرف odisho youkhanna