منتدى العائلة المقدسة

أهلاً وسهلاً بكم في منتدى العائلة المقدسة .. أن كنت عضواً ما عليك إلا الدخول .. وإن لم تكن قد سجلت .. ندعوك للتسجيل .. تمنياتنا لكم بقضاء أمتع الأوقات برفقتنا .. ولتكونوا تحت حماية العائلة المقدسة ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى العائلة المقدسة

أهلاً وسهلاً بكم في منتدى العائلة المقدسة .. أن كنت عضواً ما عليك إلا الدخول .. وإن لم تكن قد سجلت .. ندعوك للتسجيل .. تمنياتنا لكم بقضاء أمتع الأوقات برفقتنا .. ولتكونوا تحت حماية العائلة المقدسة ..

منتدى العائلة المقدسة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلاً وسهلاً من جديد بكل أعضاء وزوار منتدى العائلة المقدسة
 
                       
 
أهلاً وسهلاً بكَ زائرنا الكريم ، أنتَ لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبتَ بالمشاركة في المنتدى.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» ما هو معنى مثل الحنطة والزوان؟
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأربعاء يناير 10, 2024 7:59 pm من طرف odisho youkhanna

» ترنيمة رائعة للقديسة مريم شفيعتنا
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأربعاء يناير 10, 2024 7:57 pm من طرف odisho youkhanna

» من هم القديسان بطرس وبولس ..
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 06, 2023 10:40 am من طرف odisho youkhanna

» سر الاعتراف
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 6:37 am من طرف odisho youkhanna

»  اسفار ابوكريـفــــــــــــــــــا ..؟؟؟؟ وموقف الكنائس منها .... ؟؟؟
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالجمعة يناير 27, 2023 6:38 am من طرف odisho youkhanna

» كيف تتخلص من ألغيرة وألشك ...!!!
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 10, 2022 8:56 am من طرف odisho youkhanna

» عيد التجلي على جبل الطابور
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 09, 2022 9:03 am من طرف odisho youkhanna

» إن كان الله معنا فمن علينا .....!!!
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 14, 2020 5:08 pm من طرف odisho youkhanna

» اليوم حين رأيت حبات الخردل .... اعتراني الخجل ...!
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالجمعة يوليو 31, 2020 5:56 am من طرف odisho youkhanna

» ألقلب ألمجروح ...!!!
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 25, 2018 6:58 pm من طرف odisho youkhanna

»  كيف تتخلص من القلق النفسي ...!!! القلق يعرف القلق على أنه الحالة النفسية التي تصيب الإنسان، نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر الإدراكية والجسدية والسلوكية، وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه، ولا يمكن للإ
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالخميس يونيو 14, 2018 2:38 pm من طرف odisho youkhanna

» كيف تكتسب الثقة بالنفس ؟
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 05, 2018 6:01 pm من طرف odisho youkhanna

» ما هو سر عيد الفصح المقدس ورتبة غسل أرجل التلاميذ
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالخميس أبريل 13, 2017 12:01 pm من طرف odisho youkhanna

» (أحد الشعانين)
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالجمعة أبريل 07, 2017 3:19 pm من طرف odisho youkhanna

» سر قوة ألصــلاة
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالجمعة مارس 31, 2017 2:22 pm من طرف odisho youkhanna

» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15).
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالإثنين مارس 13, 2017 2:03 pm من طرف odisho youkhanna

» {شهادة ألسيد المسيح للأسفار المقدسة} ألجزء ألثاني
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالسبت مارس 11, 2017 7:18 pm من طرف odisho youkhanna

» يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة"
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالسبت مارس 11, 2017 5:13 pm من طرف odisho youkhanna

» على اي اساس حددتوا موعد الصيام وهل المسيح حدد لنا مواعيد الصيام
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأربعاء مارس 01, 2017 7:21 am من طرف odisho youkhanna

»  ماهو قانون القديس أندراوس الكريتي؟؟؟؟
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأربعاء مارس 01, 2017 5:55 am من طرف odisho youkhanna

» طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار،
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 21, 2017 6:32 pm من طرف odisho youkhanna

» في عيد الحب ... يسوع هو الحب.
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 14, 2017 6:39 am من طرف odisho youkhanna

» الى ماذا ترمز اشارة السمكة في المسيحية
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 17, 2017 7:09 am من طرف odisho youkhanna

» الحكمة من الانوار
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالجمعة يناير 13, 2017 5:39 pm من طرف odisho youkhanna

» كل عام وانتم بخير 2017
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأحد يناير 01, 2017 6:32 am من طرف odisho youkhanna

» تهنئة الى ادارة الموقع والمشاركين
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2016 5:33 pm من طرف odisho youkhanna

» المجوس والرعاة ما قصتهم
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 21, 2016 1:36 pm من طرف odisho youkhanna

» استشهاد القديس يعقوب الفارسي المقطع.
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 06, 2016 8:04 am من طرف odisho youkhanna

» +لماذا نأكل القمح المسلوق في عيد البربارة ؟؟؟؟
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2016 2:39 pm من طرف odisho youkhanna

» تـذكـار تـكـريـس كـنـيـسـة الـشـهـيـد الــعــظــيـم مـــار جـــرجـــس بــالــلــد
خبز الحياة ......... I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 16, 2016 6:29 am من طرف odisho youkhanna

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 272 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 272 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 272 بتاريخ الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:01 pm

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 24448 مساهمة في هذا المنتدى في 4272 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 427 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو judy_dixon1990 فمرحباً به.


    خبز الحياة .........

    خادمة الرب
    خادمة الرب
    مشرفة
    مشرفة


    انثى
    عدد الرسائل : 1005
    العمر : 30
    البلد المقيم فيهِ حالياً : امريكا
    تاريخ التسجيل : 29/07/2008

    خبز الحياة ......... Empty خبز الحياة .........

    مُساهمة من طرف خادمة الرب الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33 pm

    خبز الحيـــــــــاة

    من إنجيل يوحنا الإصحاح السادس : 35 - 45
    35 فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع و من يؤمن بي فلا يعطش ابدا
    36 و لكني قلت لكم انكم قد رايتموني و لستم تؤمنون
    37 كل ما يعطيني الاب فالي يقبل و من يقبل الي لا اخرجه خارجا
    38 لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني
    39 و هذه مشيئة الاب الذي ارسلني ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا بل اقيمه في اليوم الاخير
    40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن و يؤمن به تكون له حياة ابدية و انا اقيمه في اليوم الاخير
    41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال انا هو الخبز الذي نزل من السماء
    42 و قالوا اليس هذا هو يسوع بن يوسف الذي نحن عارفون بابيه و امه فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء
    43 فاجاب يسوع و قال لهم لا تتذمروا فيما بينكم
    44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني و انا اقيمه في اليوم الاخير
    45 انه مكتوب في الانبياء و يكون الجميع متعلمين من الله فكل من سمع من الاب و تعلم يقبل الي
    + + +
    "فقال لهم يسوع:
    أنا هو خبز الحياة،
    من يقبل إلي،ّ فلا يجوع،
    ومن يؤمن بي، فلا يعطش أبدًا". (35)
    اعتاد السيد المسيح في أحاديثه الأخرى أن يقدم شهودًا أنه يعلن الحق، تارة يعلن أن الآب يشهد له، وأخرى يقتبس نبوات الأنبياء، وأخرى يقدم آياته وعجائبه. أما هنا فكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم لم يورد شهودًا وهو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء، لأنهم شاهدوا ولمسوا كيف أشبعهم بخبزات قليلة. يقول القديس إنه يعلن عن لاهوته، فمن يقترب إليه يشبع ولا يجوع قط.

    "ولكني قلت لكم أنكم قد رأيتموني ولستم تؤمنون". (36)
    + رأوا الرب، الله بالطبيعة، حينما أطعم جمعًا غفيرًا لا يُحصى، كان قد جاء إليه، بخمسة أرغفة شعير وسمكتين صغيرتين، كان قد قسمها لهم. لكنهم رأوا ولم يؤمنوا بسبب العمى الذي أغشى فهمهم كضباب بسبب الغضب الإلهي... لأنهم متمسكون بعثرات لا حصر لها، ومقيدون بحبال تعدياتهم التي لا فكاك منها (أم ٥: ٢٢). لم يقبلوه حين جاء إليهم، وهو القادر على حل قيودهم وتحريرهم. لهذا السبب كان قلب هذا الشعب غليظًا.
    القديس كيرلس الكبير
    "كل ما يعطيني الآب فاليّ يقبل،
    ومن يقبل إليّ، لا أخرجه خارجًا". (37)
    يوجه القديس يوحنا الذهبي الفم أنظارنا هنا إلى دور الله ودور الإنسان، فالإنسان لن يقدر أن يؤمن بذاته، بل بجاذبية الله له، ونعمته المجانية العاملة فيه. لكن لا يتمتع الإنسان بهذا الإيمان قسرًا، بل بكامل حريته يقبل إلى السيد الذي يحفظه ويقدسه ولا يطرده خارجًا عنه.

    "لأني قد نزلت من السماء،
    ليس لأعمل مشيئتي،
    بل مشيئة الذي أرسلني". (38)
    جاء من السماء، لا ليعمل حسب الدوافع البشرية، بل حسب حكمته الإلهية غير المحدودة، حسب صلاحه ورحمته. فالأهواء اليهودية تزدري بالعشارين والخطاة، وتغلق باب السماء أمام الأمم، أما مراحم الله فتحتضنهم. جاء الابن الكلمة ليعلن عن هذه المراحم الإلهية.

    "وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني:
    أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئًا،
    بل أقيمه في اليوم الأخير". (39)
    الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، لكنه لا يلزمهم بالخلاص قهرًا كما لو كانوا قطعًا حجرية، بل يتعامل معهم ككائنات عاقلة لها كمال الحرية.
    "لأن هذه مشيئة الذي أرسلني:
    أن كل من يرى الابن ويؤمن به
    تكون له حياة أبدية،
    وأنا أقيمه في اليوم الأخير". (40)
    + إن خلاصنا ونجاتنا من الموت واستعادتنا إلى الحياة هي عمل الثالوث القدوس كله... من خلال الثالوث القدوس كله تأتي الصالحات لأجلنا، فيكون الله الآب هو كل شيء في الكل بالابن في الروح القدس.
    القديس كيرلس الكبير
    + من يمن به يأكل الخبز الحيّ.
    القديس أغسطينوس
    "فكان اليهود يتذمرون عليه،
    لأنه قال أنا هو الخبز الذي نزل من السماء". (41)
    تذمر اليهود عليه لأنه في حديثه يؤكد لهم أنه أعظم من موسى بلا حدود، وأنه وحده قادر أن يهب الحياة الأبدية، وأن أصله سماوي. لقد سمعوا عن ملائكة نزلوا من السماء، لكنهم لم يسمعوا قط عن إنسانٍ أصله سماوي.
    + هو نفسه "الخبز النازل من السماء"، الخبز الذي ينعش الناقصين ولا ينقص. خبز يمكن أن يُؤكل (يُستطعم) ولا يمكن أن يتبدد. هذا الخبز يشير إليه المن. فقد قيل "أعطاهم خبز السماء، أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز ٧٧: ٢٤، ٢٥ ).
    من هو خبز الملائكة إلاَّ المسيح؟
    ولكن لكي يأكل الإنسان خبز الملائكة، صار رب الملائكة إنسانًا. فإنه لو لم يصر إنسانًا ما كان له جسده، وإن لم يكن له جسده ما كنا نأكل خبز المذبح.
    لنسرع إلى الميراث، متطلعين إلى إننا قد قبلنا عربونا عظيمًا منه.
    يا اخوتي ليتنا نشتاق إلى حياة المسيح، متطلعين إلى أننا أمسكنا بعربون موت المسيح.
    القديس أغسطينوس
    "وقالوا: أليس هذا هو يسوع ابن يوسف،
    الذي نحن عارفون بأبيه وأمه،
    فكيف يقول هذا إني نزلت من السماء؟" (42)
    + كان بالأولى أن يدركوا إن المسيح المتوقع مجيئه إلينا ليس بدون الجسد أو تدبير جسماني، بل يأتي في هيئة بشرية كما سبق التنبؤ عنه، أنه يوجد في الرداء المشترك بين الجميع، لهذا يخبرنا صوت النبي أن العذراء القديسة "تحبل وتلد ابنًا" (إش ٧: ١٤)... وقد "أقسم لداود بالحق" (مز ١٣٢: ١١ ). فهو لا يرجع عما وعد به أن "من ثمر بطنك أجعل على كرسيك" كما هو مكتوب. وتنبأ أيضًا أنه "يخرج قضيب من جذع يسى" (إش ١١: ١)... لكن إذ يفهم اليهود تدبير الجسد الذي لمخلصنا المسيح، ومع معرفتهم لأمه وأبيه، مع أن (يوسف) لم يكن أباه فعلاً، لم يخجلوا أن يتذمرا، لأن المسيح قال إنه "نزل من السماء".
    القديس كيرلس الكبير

    "فأجاب يسوع وقال لهم:
    لا تتذمروا فيما بينكم". (43)
    بالرغم من النبوات التي تؤكد أن المسيا يأتي من نسل داود، وأنه مولود من عذراء، هاجمه اليهود متطلعين إليه باستخفاف كابن لمريم ويوسف المعروفين لديهم تمامًا. أما هو ففي حنو وجَّه أنظارهم إلى أبيه السماوي الذي وحده يقدر أن يكشف لهم عن شخص الابن المتجسد الواهب القيامة.
    "لا يقدر أحد أن يقبل إليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني،
    وأنا أقيمه في اليوم الأخير". (44)
    كيف يجتذبه الآب؟ يجيب القديس أغسطينوس بأن الإنسان يُجتذب بما يُبتهج به.
    إن قدمت عشبًا يجتذب القطيع إليه، وإن قدمت فاكهة تجتذب الطفل. هكذا يجتذب الآب الإنسان بأن يقدم له المخلص بكونه شهوته، فيجتذبه به. الإنسان الذي يدرك في نفسه أنه خاطئ ضائع وإذ يشتاق أن يهرب من الجحيم ويبلغ إلى السماء يجد في دم المسيح جاذبية له.
    كأنه يقول لهم: "لماذا تتذمرون فيما بينكم؟ فإنكم لا تستطيعون أن تؤمنوا ما لم يجتذبكم الآب". إنه يجتذب النفوس ليس بمحاباة، بل من يطلب يتمتع بالإيمان، لكنه لن يجتذب أحدًا بغير إرادته.
    يقول القديس أغسطينوس:
    [يمكن أن يأتي إنسان إلى الكنيسة بغير إرادته، ويمكنه أن يقترب من المذبح بغير إرادته، ويشترك في الأسرار قهرًا، لكنه لا يقدر أن يؤمن ما لم يرد ذلك... الإيمان ليس شيئًا يتم بالجسد. اسمع الرسول: "بالقلب يؤمن الإنسان للبرّ". ماذا يلي ذلك... "وباللسان يعترف للخلاص" (رو 10: 10). هذا الاعتراف يصدر عن جذر القلب. أحيانًا تسمع إنسانًا يعترف ولا تعرف إن كان يؤمن أم لا...
    إذن حيث أن الإنسان بالقلب يؤمن بالمسيح، الأمر الذي لا يفعله أحد بغير إرادته، ولا من يُجتذب ضد إرادته، كيف نجيب على السؤال: "لا يقدر أحد أن يأتي إليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني" (44)؟
    قد يقول قائل: "إن كان يُجتذب، فإنه يذهب بغير إرادته. وإن كان يذهب بغير إرادته فهو يؤمن... لأننا لسنا نذهب إلى المسيح بأقدامنا بل بالإيمان؛ وليس بعاطفة الجسد بل بغير إرادته...
    لا تظن أنك تُجتذب بغير إرادتك. فالذهن يُسحب أيضًا بالحب.
    يلزمنا أيضًا ألا نخاف لئلا نُلام بحسب هذه الكلمة الإنجيلية التي للكتاب المقدس بواسطة أولئك الذين يثقلون بالكلام وهم بعيدون عن حركة العمل، وبعيدون عن الإلهيات، لئلا يُقال لنا: كيف يمكنني أن أؤمن بإرادتي إن كنت لا أُجتذب؟" أقول: لا يكفي أن تُجتذب بالإرادة، فإنه يمكنك أن تجتذب حتى بالبهجة. "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مز 37: 4). توجد لذة للقلب الذي يجد عذوبة في ذاك الخبز الذي من السماء. علاوة على هذا، إن كان بحق جاء في القطعة الشعرية: "كل إنسانٍ ينجذب بشهوته"، فإنه ليس خلال الضرورة بل باللذة، لا بالالتزام بل بالبهجة ينجذب؛ كم بالأكثر يلزمنا القول أن الإنسان ينجذب إلى المسيح عندما يتلذذ بالحق، عندما يبتهج بالتطويب، يبتهج بالبرّ وبالحياة الأبدية هذه كلها التي هي المسيح؟].
    "إنه مكتوب في الأنبياء:
    ويكون الجميع متعلمين من الله.
    فكل من سمع من الآب وتعلم يقبل إلي". (45)
    جاء ذلك في إرميا ٥٤: ١٣؛ وإشعياء ٣١: ٣٤. كيف يعلمنا الله؟ بأن يعلن حبه العملي لنا خلال صليب ابنه. كانوا قبلاً في رعبٍ من الله بكونه الديان، أما وقد أعلن حبه لهم بالصليب علمهم واجتذبهم إليه لكي يتمتعوا بالحياة الأبدية.
    يعلق القديس كيرلس الكبير على قول السيد المسيح بأن الجميع يكونون متعلمين من الله، قائلاً: [حال كون الله آبًا، وهكذا يُدرك عنه ويُكرز به، فإنه بهذا يغرس معرفة ابنه الذاتي في سامعيه. وهكذا أيضًا يُقال عن الابن، أنه في الحقيقة منه بالطبيعة، فهو يعلن عن الآب. لهذا يقول: "أنا أظهرت اسمك للناس" (يو ١٧: ٦)... يزرع فينا الآب معرفة ابنه الذاتي، ليس بصوتٍ يشق عنان السماء من فوق، أو يلف الأرض لفًا كالرعد، بل بالاستنارة الإلهية، مشرقًا فينا لفهم الكتاب المقدس المُوحى به].
    + إننا نعرف كيف يعلم اللَّه أولئك الذين هم ودعاء اللَّه. فإن الذين يسمعون من الآب ويتعلمون يأتون إلى ذاك الذي يبرر الفجار (يو 45:6؛ رو 5:4). لكي يحفظوا برّ اللَّه ليس فقط في ذاكرتهم، بل في تنفيذهم للبرّ. هكذا من يفتخر، يفتخر لا في نفسه، بل في الرب (1 كو 13:1)، ويفيض حمدًا.
    القديس أغسطينوس
    + + +


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:01 pm