من هو ابوك ؟؟؟؟؟؟؟

كان مدرس الدين في رحلة مع زوجته. وذات صباح كان يتناول الإفطار في أحد المطاعم ومعه زوجته يطلبان وقتا هادئا يقضونه معا. وبينما هما في انتظار إحضار الأكل رأيا رجلا ذو هيبة, أشيب الشعر ينتقل بين الموائد يتكلم مع الجميع. إنحنى المدرس على زوجته وهمس "أرجو ألا يمر علينا".
ولكن الرجل جاء إلى مائدتهما "أهلا بكم, من أين أنتم؟"
ولما أجاباه سأل الرجل "ماذا تعمل؟ "
أجاب المدرس: "إنني مدرس للدين".
قال الرجل: عندي قصة عظيمة لك وسحب كرسي وجلس معهما. وتململ المدرس ووجد نفسه مجبر لسماع القصة. وابتدأ الرجل قصته: ترى ذلك الجبل, خلفه قرية ولد بها ابن لسيدة أرملة, كانت حياته قاسية وكان أينما ذهب يسأل نفس السؤال "من هو أبوك ؟ "
كان يختبئ وقت الفسحة من زملائه ويتحاشى الناس لأن السؤال كان يؤلمه جدا. عندما بلغ اثنتي عشر سنة, جاء كاهن جديد في كنيسته, فكان يخرج هو مبكرا من الكنيسة حتى لا يسأله الكاهن السؤال المعتاد "من هو أبوك ؟ "
ولكن ذات يوم تعجل الكاهن في إعطاء البركة في نهاية الخدمة ولم يجد الولد القوت ليتسلل من الكنيسة, وإذ به يجد يد الكاهن الذي لا يعرف عنه شيء على كتفه يسأله ببراءة "يابني من هو أبوك ؟ "
سكت كل من حوله. وتخيل الولد أن كل عين في الكنيسة تنظر إليه.
ولكن هذا الكاهن الجديد, شعر بالموقف وباستعمال الحكمة المعطاة له من الروح القدس قال للولد أن كل المضطرب "أنتظر لحظة! أنا أعرف من أنت. أري شبه العائلة فيك. أنت أبن ليسوع".
ثم ربت على كتف الولد وقال "يا ابني أنت تمتلك وراثة عظيمة, أعلن هذا الكلام للجميع" حينئذ ابتسم الولد الذي لم تر الابتسامة وجهه منذ مدة طويلة, وخرج من الكنيسة وهو إنسان جديد, لم يعد أبداً ذلك الطفل المسكين, ومنذ ذلك اليوم كلما سأله أحد "من هو أبوك ؟ " كان يجيب بفخر "أنا ابن يسوع".
وقام الرجل المهوب من المائدة قائلا: "أليست هذه قصة جميلة ؟ "
وأجابه المدرس طبعا إنها قصة جميلة. وحين استدار لنصرف قال "لو لم يقل لي ذلك الكاهن إني أبن يسوع, لما وصلت لأي نجاح في حياتي".
وأنصرف. بهت المدرس وزوجته من كلامه, ثم استدعي الجرسون وسأله: "هل تعرف ذلك الرجل الذي انصرف الآن وقد كان يجلس معنا على المائدة ؟ "

ابتسم الجرسون وقال: "بالطبع أعرفه. كل من يعيشون هنا يعرفونه. أنه المحافظ السابق لهذه المدينة ! ".